انتشرت ظاهرة التنمر في الآونة الأخيرة على المستوى العالمي سواء أكان تنمراً واقعيا أو تنمراً الكترونياً، حيث يهدف المتنمر إلى اكتساب القوة وإظهار نفوذه المالي وقوته الجسدية على غيره من الأشخاص مستغلاً ضعفهم عن طريق الإساءة إلى الضحية مراراً وتكراراً كلما سنحت له الفرصة، وفيما يلي سوف نتعرف معًا على رأي الشرع في حكم التنمر وهل هو من الكبائر أم لا؟ وكيفية الوقاية منه.

هل التنمر من الكبائر

نظرا للآثار السلبية الجسدية والنفسية التي تنتج عن تعرض الأفراد للتنمر لجأ الكثيرون إلى البحث عن حكم مرتكبي التنمر وهل يعد ارتكاب التنمر كبيرة من الكبائر ويأثم صاحبه؟ وإن بحث المسلمون في أصول الشريعة الاسلامية سيجدوا أن الاسلام قد سبق الأديان جميعها وتناول حكم المعتدي على غيره من الأشخاص سواء أكان الاعتداء باللفظ المسئ أو بالفعل المشين حيث يصنف الاسلام الفرد الذي يؤذي أخيه المسلم لفظياً أو معنوياً أو جسدياً بأنه آثم ويدخل في حكم الكبائر.

ومع انتشار واجتياح فيروس كورونا المستجد في دول العالم ازدادت نسبة التنمر والسخرية سواء للمرضى المصابين بالفيروس أو للأطباء والمسعفين والممرضين فأصدر المستشار العلمي لفتوى الجمهورية الأستاذ مجدي عاشور فتوى تنص على اعتبار التنمر كبيرة من الكبائر التي تستدعي الرجوع عن هذا والتوبة إلى الله والاحسان إلى الآخرين.

نصائح للوقاية من التنمر

أخذت مؤسسة الأزهر العريقة الاسلامية في نشر التوعية والنصح والارشاد فيما يتعلق بمسألة التنمر جراء انتشارها على المدى الواسع، وسنتطرق إلى تناول بعض من هذه النصائح في الآتي:

  • زرع الوالدان في طفلهم الاحترام والحب للكبير والعطف والرحمة للصغير.
  • تربية الأطفال بعيداً عن وسائل العنف والعدوانية التي تلحق الضرر بشخصياتهم وبأفكارهم.
  • العمل على تقويم الطفل وتعليمه الصواب من الخطأ ولكن دون استخدام وسائل العنف بل باللجوء إلى استعمال الأسلوب اللين الرقيق.
  • عدم استخدام أسلوب العنف الشديد في حال ارتكاب الطفل للأخطاء بل يجب أن يتناسب العقاب مع حجم الخطأ.
  • إقصاء الأطفال عن مشاهدة البرامج التلفزيونية والأفلام العنيفة ذات المشاهد الدموية العدوانية، بالإضافة إلى ألعاب القتال.
  • إرشاد الوالدان والمنظومات التعليمية إلى إتباع سياسة التعاون المشترك بين الأطفال وإخراجهم من وضعية الانعزال والتوحد، الأمر الذي يفضي إلى تعزيز الاحترام المتبادل بين الأطفال.
  • توعية وإرشاد الأطفال إلى أن قوة المرء تكمن في ضبط النفس، بالإضافة إلى ضرورة التحلي بالصبر عند تعرض الأفراد لمعضلة ما أو لإساءة من شخص آخر.
  • عدم التمييز بين الأطفال والمساواة بينهم، ولكن يستطيع الوالدان مكافئة أحدهم إذا قام بعمل جيد أو تحلى بخصال حسنة جديدة.