العرب من أكثر الأجناس افتخاراً بأصولهم ونسبهم ولهذا كان علم الأنساب والمعرفة به له مكانة مرموقة عندهم، كما أنهم طرحوا الشعر ممجدين في قبائلهم وعشائرهم وأنفسهم وغير ذلك، ومن أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الفخر والتي ذاع صيتها ولا زال الكثير من الخطباء يرددها بالرغم مما جادت به قريحتهم ما نورده في هذه السطور، كما أن من جميل ذلك لأنهم في الكثير من الأحيان قد يمدحوا مناقب لديهم ويفتخرون بها وهي تستحق المدح على الحقيقة لكن ما يعاب هو أن الشعر الذي يعتبر  مدح بالباطل أو لإثارة الخلافات والمشاحنة.

أبيات الشعر الجاهلي في الفخر

قدم شعراء العرب في الجاهلية قصائد ومعلقات، وكتبوا الشعر والنظم وكان بعضهم يحصل على الأموال الكثيرة بلسانه وما ينطق به،  ولهذا تعلقت الكثير من هذه المعلقات بقلوب السامعين، كما أن بعض الأمراء كتب جزءاً منها بالذهب لقوة كلماتها، ومن أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الفخر ما يأتي:

  • يقول عنترة بن أبي شداد:

أنا الحصنُ المشيدُ لآلِ عبسٍ   ***  إذا ما شادتِ الأبطالُ حصنا

شبيهُ اللّيلِ لوني غيرَ أَنّي  ***  بفعلي منْ بياض الصُّبح أَسنى

جوادي نسبتي وأبي وأمي  ***  حُسامي والسنانُ إذا انْتسبْنا

  • قال عروة بن الورد :

لحى اللَّهُ صُعلوكا ، إذا جَنّ ليلُهُ   ***  مصافي المشاشِ ، آلفاً كلَّ مجزرِ

يَعُدّ الغِنى من نفسه ، كلّ ليلة  ***  أصابَ قِراها من صَديقٍ ميسَّر

ينامُ عِشاءً ثم يصبحُ ناعسا  ***  تَحُثّ الحَصى عن جنبِهِ المتعفِّر

يُعينُ نِساء الحيّ ، ما يَستعِنّه  ***  ويمسي طليحا كالبعيرِ المحسرِ

 

أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الفخر

إن من أروع أبيات الشعر الجاهلي في الفخر و أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الفخر الكثير من القصائد، والعديد من المنظومات التي نسجت كأنها بماء العين، وهي حرية بأن يعتنى بها ومن بين هذه الكلمات الرائعة:

  • يقول أوس بن حجر:

وإنّي امْرُؤٌ أعْدَدْتُ للحرْبِ بَعدما  ***  رأيتُ لها ناباً من الشرِّ أعصَلا

وَأبْيَضَ هِنْدِيّاً كَأنّ غِرَارَهُ  ***  تَلألُؤُ بَرْقٍ في حَبِيٍّ تكلّلا

وإن شدّ فيها النَّزعُ أدبرَ سهمُها  ***  إلى مُنتهى منْ عجسِها ثمّ أقبَلا

فذاكَ عَتادي في الحروب إذا التظتْ  *  وَأرْدَفَ بأسٌ مِن حُرُوبٍ وأعْجلا

  • يقول حاتم الطائي :

إذا مات منا سيد قام بعدهُ   ***  نظير له ، يغني غناه ويخلفُ

وإني لأَقْري الضَّيفَ ، قبلَ سؤالِهِ  ***  وأطعن قدماً ، والأسنة ترعفُ

وإني لأخزى أن ترى بي بطنة  ***  وجارات بيتي طاويات، ونحفُ

وإني لأُغشِي أبعَدَ الحيّ جَفْنَتي  ***  إذا حرك الأطناب نكباء حرجفُ

 

وقفت الكثير من الأشعار في زماننا عاجزة أمام بلاغة القدماء، فهم المقدمون وأصحاب القدم الراسخة في هذا المجال ولهم من القريحة وصفاء العربية ما يؤهلهم، ولهذا لا زال يبحث الشعراء في عصرنا عن أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الفخر وينهلون منه ويتعلمون.