قام الكثير من العلماء بجمع كافة الأحاديث الصحيحة والواردة عن الرسول صلى الله علي وسلم، وكذلك سننه وأيامه، وقد وضعوها في كتب صحيحة، ومن أبرز هذه الكتب كتاب البخاري، ويتساءل معظم الناس هل البخاري اصح كتاب بعد كتاب الله، وهذا ما سنتعرف عليه في مقالنا وسنوضح لكم ما هو كتاب البخاري، وهل هو اصح كتاب بعد كتاب الله، ويمكن أن نعتمد عليه في الرجوع إلى كافة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

ما هو كتاب البخاري

كتاب البخاري هو ” كتاب مسند صحيح وجامع باختصار لكافة الأمور المتعلقة برسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه”، ولقد استغرق في كتابته ستة عشر عاما، وضم كافة الأحاديث النبوية لأهل السنة والجماعة، وقام بتصنيفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، ولذلك سمي بكتاب البخاري، ويعتبر كتاب البخاري من أعظم الكتب الصحيحة الجامعة لكافة الأحاديث عن رسول الله وعن سننه وأيامه فيتخذه كافة الناس كمرجع لهم، فهو يشمل كافة أبواب الحديث، وكذلك الأحكام والعقائد الدينية والتاريخ الإسلامي والتفسير.

من هو البخاري

هو محمد بن إسماعيل البخاري، ويعتبر من أهم علماء الحديث عند أهل السنة والجماعة، ولد البخاري يوم الجمعة 13 شوال 194 هجري، ولقد نشأ في بيت علم، كان والده عالم جليل من العلماء الراحلين في طلب علوم الحديث، ولقد توفى وهو صغيرا، وترعرع البخاري يتيم الأب، ربته أمهُ وأحسنت تربيته، وكان البخاري من صغره محباً للعلم وطالبا له فأتجه إلى دخول الكُتاب وهو صبيا ولقد قام بحفظ القرآن الكريم، ومن ثم حفظ الحديث الشريف، ويلازم الشيوخ والعلماء ولا يغيب عن حلقات الدروس الدينية وحفظ كُتب عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح.

  • قام البخاري بزيارة البلدان الإسلامية وذهب في رحلات طويل من اجل لقاء شيوخ الدين، وكتاب الحديث.
  • لقب البخاري بـ “أمير المؤمنين في الحديث”.
  • تخرج على يد البخاري الكثير من كبار أئمة الحديث، ومنهم ابن خزيمة، والترمذي.
  • له الكثير من المصنفات منها: الجامع الصحيح والأدب المفرد والتاريخ الكبير.
  • توفى البخاري في يوم 1 سبتمبر 870م، في ليلة عيد الفطر يوم السبت غرة شوال عام 256هجري.

هل البخاري اصح كتاب بعد كتاب الله

اتخذ المسلمين كتاب البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله عزوجل وذلك لعدة أسباب منها:

السبب الأول:

  • أخذ الإمام البخاري الحديث النبوي عن كبار المحدثين، عن طريق الرحلات الواسعة التي قام بها في كافة البلدان الإسلامية، فلقد زار بلدان عدة منها: بلاد الحجاز والعراق والشام ومصر وخراسان، وقام بكتابة الحديث النبي عن عدد من الشيوخ وصلوا إلى ألف وثمانين شيخا، ولقد كانوا شيوخ الحديث في ذاك الزمن وهم: .
  1. الفضل بن دكين الكوفي.
  2. هشام بن عبد الملك الطيالسي البصري.
  3. علي بن المديني البصري.
  4. إسحق بن راهويه المروزي.
  5. محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري.
  6. و كذلك أخذ عن الإمام أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، رضي الله عنهم أجمعين.

السبب الثاني:

هو جهوده المباركة في خدمة الحديث وعلومه من خلال تصنيفاته، ولقد كان البخاري متقنا ومبدعا في تصنيف جميع الكتب فلقد صنف كُتبه ثلاث مرات،وصنف المؤلفات إلى ثلاث أقسام هي:

  1. الحديث الموضوعي.
  2. مؤلفات مرتبة على مسانيد الصحابة وهي: المسند الكبير.
  3. مؤلفات في علوم الرجال والجرح والتعديل والعلل.

كان البخاري يحب الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك قام بكتاب كتابه البخاري بهذه اللغة، وكان يكرر الأحاديث من أجل استنباط الفائدة منها، ومن أجل تلك الأسباب اتفق العلماء أن يكون البخاري هو أصح الكتب بعد القران الكريم، وذلك حسب قول الإمام النووي “اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان: البخاري ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول، وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة”.