بعد الحدث الذي انتشر في المملكة العربية السعودية المتعلق بانتشار مقاطع لشاب مقيم في البلاد من جنسية عربية يصور نفسه مع قاصرات بصورة خادشة للحياء وألفاظ خارجة عن الأدب في الشريعة الإسلامية والعرف في المملكة العربية السعودية، فإن الحديث عن القاصرات في الإسلام أصبح من الأسئلة التي يتكرر البحث عنها والسؤال الهام والمميز أو الرئيس في هذا المجال ما هو سن القاصر في الاسلام، وعلى هذا الأساس نحاول أن نضع أيدينا على مربط الفرس في التفصيل في مثل هذا السؤال الذي يعد من الأسئلة الهامة في تحديد جوانب القضية والعقوبات التي يمكن أن تكون مفروضة في مثل هذه الحالات، خاصة أن الإسلام شريعة ضابطة لها تفصيلاتها المختلفة في الكثير من الأمور والقضايا ومن بينها هذا الأمر الذي يعد في الكثير من الأحيان أمرا في غاية الأهمية والقيمة الاعتبارية، والسؤال الذي عليه مدار الأمور ما هو سن القاصر في الاسلام والذي نحاول أن نجد الإجابة الكاملة عليه بما نصل في النهاية من خلاله إلى الفصل في الأمر أو تقريب الحالة الكاملة عن هذا السؤال الرائع.

 

القاصر في الإسلام

القاصر هو ضد الأهلية أو الرشد، ففي الكثير من الأحكام الإسلامية يرتبط الأمر بالبلوغ بل في جميع الأحكام الإسلامية والتكاليف الشرعية فإن مناط التكليف مرتبط بعدة أشياء ومن أهمها البلوغ فعلى سبيل المثال يصح حج الصغير المميز وصومه كذلك، ولكن لا يعتد به من حيث النفاد ولو أنه لم يصم ولم يحج ما كان عليه الإثم، كذلك فإنه لو حج لا يعني ذلك أن حجة الإسلام قد سقطت عليه بعد البلوغ، ولذلك كان البلوغ من الأمور الهامة التي عليها مدار كبير في الكثير من الأحكام التي يقع فعل الإنسان وقوله واعتقاده ضمنها  وهذا الأمر يجب أن يكون في غاية الأهمية والوضوح والبيان إذ إن القاصر في الإسلام أوسن القاصر في الإسلام له اعتبارات تختلف عن القوانين الوضعية أو البشرية التي وضعها الإنسان وهذا ما يحد الإشكال.

 

سن القاصر في الإسلام

إن الإسلام ربط الرشد بالبلوغ ويمكن الحكم على ذلك بمجموعة من العلامات الواضحة التي بمجرد أن تطرأ على الذكر أو الأنثى فإن الأمر يعني أن هذا الإنسان لم يعد قاصرا، ومن أبرز هذه الأشياء الاحتلام عند الرجل والحيض عن المرأة، وخشونة الصوت عند الرجل وبروز بعض المظاهر لديه مثل الأنف وكذلك نبات شعر الإبط والعانة وتقوس قريب في منطقة الفخذين وألم من نضج في الأثداء، والفتاة أيضا تشعر بتغيرات من بينها بروز في الأثداء، وهذا ما يعطي علامات على الرشد سواء كان هذا السن أيا كان، ولا اعتبار بالرقم كثيرا لكن فقهاء الإسلام، ولذلك من المتعارف عليه عند فقهاء الشريعة الإسلامية أن سن البلوغ 15 عاما وقد يبلغ الإنسان قبل ذلك أو بعد ذلك لكن إن شق فيأخذ بهذا السن وما بعده قيلا ولا يتجاوز 18عاما، وقد قال الله تعالى ” وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ” ولذلك لما ذكر ابن عمر رضي الله عنه ما له متعلق بذلك، قال “عُرِضتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَومَ أُحُدٍ وأنا ابنُ أربَعَ عَشْرةَ، فلم يُجِزْني، ولم يَرَني بَلَغتُ، ثُمَّ عُرِضتُ عليه يَومَ الخَندَقِ وأنا ابنُ خَمسَ عَشْرةَ فأجازَني”.

وحين غدر اليهود من بني قريظة ودخل عليهم رسول الله وذبح رجالهم كما بين الترمذي وابن حبان رحمهما الله ” عَرَضنا على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ قُرَيْظةَ ، فَكانَ مَن أنبَتَ قُتِلَ ومَن لم يُنبِت خُلِّىَ سبيلُهُ فَكُنت مِمَّن لم يُنبِت فخُلِّىَ سَبيلي” فكان يتم الكشف فمن نبت الشعر بعانته كانت علامة بلوغ فيقتل، والصغير لا يقتل، ولذلك كانت الأدلة بينة في هذا المجال ولكن قد يتأخر الرشد وهو حسن التصرف والبعد عن السفه عن البلوغ قليلا، ولكن البلوغ شرط وفي الحديث (رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل) فالإسلام لا يعاقب من لا يبلغ، لكن في القضاء أو القوانين الوضعية البشرية فسن الرشد الفاصل بين الأهلية وبين القاصر هو 18 عاما وهذا ما أحدث إشكالا في الكثير من الدول ومن بينها المملكة العربية السعودية.