هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية بعد الدورة، الافرازات البنية أو ما يطلق عليها الصفرة والبعض يسميها الكدرة، وهي الافرازات التي تخرج من المرأة بعد الدورة وتكون باللون الأصفر المائل للبني، وفي توضيح ابن عثيمين للصفرة، هي أنه السائل الخارج من المرأة في بعض الأوقات قبل الحيض أو بعده، وهي التي تشبه الماء الذي يخرج من الجرح، وتعرف الكدرة بأنها الماء الذي يمتزج بالحمرة كالعلقة في تشبيهه.

تتساءل الكثير من النساء عن حكم الإفرازات البنية أو هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية بعد الدورة، وما هو قول علماء الدين والمذاهب في ذلك الأمر، وسنجيبكم عن هذه التساؤلات وما الحكم النهائي لخروج الإفرازات البنية بعد الدورة أو قبلها، وماذا على المرأة فعله عند نزول هذه الإفرازات.

حكم الصلاة عند نزول إفرازات بنية بعد الدورة

قال فقهاء الشافعية بأن الإفرازات البنية بعد الدورة أو قبلها هي حيض، سواء وافقت الدورة الشهرية أو خالفتها، ووافق هذا الحكم مع حكم المالكية، الذين أوضحوا بأن الإفرازات البنية الخارجة بعد الدورة أو قبلها يتم الحكم عليها مثل حكم دماء الحيض، سواء أكانت تلك الإفرازات في وقت الحيض أو النفاس، وقد استدل الشافعية بذلك الحكم من خلال ما ورد عن عائشة رضي الله عنها في قولها ” لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء، تريد بذلك الطهر من الحيض “.

فقهاء الحنابلة أوضحوا بأن إفرازات المرأة البنية التي تأتي بعد الطهر من دماء الحيض هي ليست حيض، ولكن تكون حيض في أوقات الحيض فقط، فبالتالي فإن اجابة هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية بعد الدورة بالنسبة لجمهور الحنابلة هي اجازة الصلاة أو الصيام، ولا تعد سبب في الاغتسال بعد نزولها، وقال فقهاء الحنفية بأن الإفرازات هي نوع من أنواع الحيض خلال أيامه، وهي ستة ألون مثل الصفرة والسواد والحمرة والكدرة وغيرها، واستدل الحنابلة في اجازة الصلاة في ظل نزول الإفرازات البنية بقول أم عطية ” أن النساء كن يرسلن الدرجة فيها الشيء من الصفرة إلى عائشة فتقول: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء “.

هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية بعد الدورة ابن باز

هنالك عدة آراء أخرى تخص الأئمة والفقهاء والشيوخ المعاصرين، واللذين تشابهوا في أقوالهم بأقوال المذاهب الفقهية الأربعة، إذ قال الشيخ ابن باز رحمه الله، بأن حكم هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية بعد الدورة، هي بأن بالإفرازات البنية لا تعتبر حيض، سواء أكانت في حالة لحق الحيض أو سبقه، ولكن الشروط لأن لا تعتبر حيض هي ألا تكون متصلة بالحيض، ويكون هنالك مدة زمنية تفصل بين الإفرازات البنية والحيض، وذلك عند نزول الإفرازات البنية لمدة تقدر من يومين الى ثلاثة أيام ثم يتم قطعها، ومن ثم تليها نزول دماء الحيض، فلا يعتبر في تلك الحالة بأنه حيض، ولكن في حال اتصالها بالحيض فهي من الحيض.

تنوعت آراء الفقهاء والشيوخ والعلماء في الحكم على هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية بعد الدورة، فهنالك من أجاز الصلاة في تلك الحالة ولا حرج على المرأة عند نزوله، وهم مثل الشيخ يوسف القرضاوي، وابن عثيمين رحمه الله وغيرهم، ويكون ذلك في حال توفر الشروط المذكورة أعلاه، ومنهم من قال بأنه غير جائز ويعامل معاملة دم الحيض.