جاءت شريعة الإسلام بمنهاج طيب شامل تبين كل شيء، وجعل الله في كل باب من أبواب الحياة، ما يسده من الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ثم اجتهادات العلماء تبعاً لذلك، وهذا من متانة وقوة هذا الدين، وكذلك جعل من الأمور الواضحة البينة الأدلة الشرعية في جوانب العبادات ومن بينها الإجابة عن السؤال الهام متى يبدا التكبير المطلق ومتى ينتهي ، خاصة أن البحث عن التكبير المطلق أو المقيد، من المباحث التي يحتاجها الكثير من الناس في هذه الأيام مع دخول شهر ذي الحجة هذا الشهر المبارك الذي يشهد موسم الحج كما يشهد يوم عرفة، ويشهد في العاشر منه عيد الأضحى المبارك، وقد جاء الإسلام بشريعة سمحة فاصلة في ذلك كله، ولهذا كان بحثنا في هذا السياق ما يبين ذلك.

التكبير في العشر من ذي الحجة

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ ” وفي ذلك دلالة على أهمية هذه الأيام وحسن العمل فيها ومن ذلك التكبير، وينقسم التكبير إلى قسمين في هذه الأيام وهي جواب متى يبدا التكبير المطلق ومتى ينتهي:

  • فيُسن التكبير المطلق في عشر ذي الحجة وسائر أيام التشريق ، وتبتدئ من دخول شهر ذي الحجة ( أي من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة ) إلى آخر يوم من أيام التشريق ( وذلك بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة ) .
  • وأما المقيد فإنه يبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق ، بالإضافة إلى التكبير المطلق ، فإذا سَلَّم من الفريضة واستغفر ثلاثاً وقال : ” اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ” بدأ بالتكبير ، هذا لغير الحاج ، أما الحاج فيبدأ التكبير المقيد في حقه من ظهر يوم النحر .

صيغ التكبير في ذي الحجة وعيد الأضحى

وردت مجموعة من صيغ التكبير في ذي الحجة وعيد الأضحى، ومن بين هذه الصيغ المختلفة والمتنوعة ما يأتي:

  • ويُذكر عنه صلى الله عليه وسلم: أنه كان يُكبِّر من صلاة الفجر يومَ عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق فيقول: اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، والله أكْبَرُ الله أكبر ولِلَّهِ الحَمْدُ، وهذا وإن كان لا يصح إسناده، فالعمل عليه، ولفظه هكذا يشفع التكبير، وأما كونه ثلاثاً، فإنما رُوى عن جابر وابن عباس مِن فعلهما ثلاثاً فقط، وكِلاهما حسن.
  • قال الشافعي: إن زاد فقال: الله أكبرُ كبيراً، والحمدُ للَّه كثيراًَ، وسُبْحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلاً، لا إلهَ إلا اللهُ، ولا نعبدُ إلا إيَّاه، مخلصين له الدِّينَ ولو كره الكافرون، لا إله إلا اللهُ وحدَهُ، صدَقَ وعده، ونصرَ عبدَه، وهزم الأحزابَ وحده، لا إله إلا الله واللهُ أكبرُـ كان حسناً.
  • قال الحافظ في الفتح: وأما صيغة التكبير فأصح ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان قال: كبروا الله: الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا.

في النهاية فإن الحديث عن التكبير في شهر ذي الحجة من الأمور العظيمة التي يحبها الله ويرضاها، وقد كان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، وعبدالله بن عباس رضي الله عنهما يسيران في السوق ويكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما وذلك إحياءً لهذه السنة المباركة التي يرضاها الله.