بين الله تعالى في كتابه أنه يحب أن يرى عبده يدعوه ويقبل عليه، ويحب التائبين المقرين بذنبهم العائدين إليه، فقال الله تعالى في القرأن الكريم (وإذا سألك عبادي عَني فإني قريب أجيب دَعوة الداع إذا دَعان فليستجيبوا لي وَليؤمنوا بي لعلهم يَرشدون) وقال الله تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وقال في صلى الله عليه وسلم ” إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه” وقال أيضاً ” الدعاء هو العبادة” وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من لم يسأل الله يغضب عليه”، ويستحب أن يلجأ العبد لله في الأوقات المباركة مثل أوقات ذي الحجة والحج منها وكذلك وقفة عرفات، وأيام رمضان وليلة القدر والعشر الأواخر, والثلث الآخر من كل ليلة، وكذلك السجود، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وعند التقاء صف المسلمين بصف الكافرين في القتال، وغيرها من أوقات وأماكن الخير.

دعاء عشر ذي الحجه

يلجأ الكثير من المسلمين إلى الله تعالى بالدعاء في هذا الشهر المبارك والأيام الطيبة الأولى منه ويدعون الله تعالى، ممتثلين الشروط الهامة، والضوابط الطيبة لقبول الدعاء، ومن أهم هذه الضوابط والشروط قبل الحديث  عن دعاء عشر ذي الحجه قصير مكتوب:

  • أولا: التخلي قدر المستطاع من الذنوب والمعاصي، والمحافظة على الطاعات خاصة الفرائض في أوقاتها، لأن ذلك أحرى لقبول الله من هذا الإنسان.
  • ثانياً: تحري الأوقات المناسبة للدعاء والمحببة لله تعالى مثل السجود في الصلاة، وكذلك الثلث الآخر من الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، لأن الأدلة بينت ذلك.
  • ثالثاً: التأدب مع الله تعالى في الدعاء، والبداية فيه بالثناء عليه والصلاة على رسول الله، ثم اختيار الأدعية الواردة في السنة.
  • رابعاً: الإلحاح على الله والتكرار وعدم القنوط من رحمة الله، لأن الله يحب العبد اللحوح.
  • خامساً: عدم اليأس خاصة أن الله يستجيب الدعاء على ثلاثة مراتب يستجيب له الدعوة بذاتها، أو يدفع عنه من البلاء بمقدارها، او يؤخرها له اجراً في الآخرة.

دعاء عشر ذي الحجه قصير مكتوب

  • يمكن دعاء الله تعالى بالأدعية الواردة في القرأن الكريم وكذلك صحيح السنة النبوية خاصة أن هذه الأدعية من الأدعية الطيبة التي يحبها الله تبارك وتعالى ومن هذه الأدعية الجميلة:
  • “رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتيربنا وتقبل دعاء”.
  • “رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍوَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا”
  • أللّهُمَّ إِنِّي آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَمْ أَرَهُ فَلا تَحْرِمْنِي فِي القِيامَةِ رُؤْيَتَهُ وَارْزُقْنِي صُحْبَتَهُ وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهِ وَاسْقِنِي مِنْ حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِيّاً سائِغاً هَنِيئاً لا أَظْمأُ بَعْدَهُ أَبَداً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ. أللّهُمَّ إِنِّي آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَمْ أَرَهُ، فَعَرِّفْنِي فِي الجِنانِ وَجْهَه.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”، فيحسن البداية بهذا الذمر ثم سؤال الله تعالى الخير من المسألة بعد ذلك، والله تعالى لم يطلب التكلف من العبد، بقدر ما طلب منه الصدق من القلب وحسن الطلب.

الإقبال على الله تعالى من المسائل الجميلة لأنك إن خفت شخصاً فررت منه، أو خفت شيئاً فررت منه، إلا الله تبارك وتعالى فإنك إن خفت منه أقبلت عليه وفررت إليه، كما أن الدعاء لله تعلى يعطيك المرغوب، ويعصمك من المهيوب بإذن الله، ودعاء عشر ذي الحجه قصير مكتوب نعمة من ذلك.