جاءت الشريعة الإسلامية كاملة مطهرة بعلومها وتستند بشكل أساسي على القرأن والسنة، ولهذا كانت السنة النبوية يشتغل بها علماء الإسلام وهم يحددون وفق ضوابط معينة صحة الحديث أو ضعفه أو رده، ولهذا كان الكثير من القصاصين ومن يريدون الطعن في الإسلام وغيرها من الفئات التي لها أغراضاً متنوعة، تضع الأحاديث وتؤلفها على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا جاءت الكتب الحديثية تبين وتفصل كيفية معرفة الحديث الصحيح من غيره، ومن بين الأحاديث التي يسأل عنها الناس صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة خاصة أن يوم عرفة يحل اليوم على المسلمين ويريدون معرفة صحة الأحاديث المذكورة فيه، وهذه من الأمور الجليلة للغاية.

يوم عرفة

يعتبر يوم عرفة أو الوقفة بجبل عرفات يوم التاسع من ذي الحجة من الأيام المباركة والركن الأعظم في الحج، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “الحج عرفة” ولم يُبْصَر الشيطان أشقى منه في هذا اليوم العظيم من أيام الله الذي يستحب للمسلم فعل الطاعات والفضائل فيه قال الله تعالى، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلجأ لله بالدعاء حتى عند غروب هذا اليوم حتى يكاد سقط خطام الناقة  ومالت به في هذا اليوم المبارك، ولهذا كانت الكتابة عن هذا اليوم وفضائله من الكتابة المميزة، وهذا اليوم من الأوقات التي يستحب الإقبال على الله تعالى فيه، ويتعبد العبد ربه بالصالحات والأدلة الصحيحة، ولذلك كان البحث عن صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة.

صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة

يقول علماء الحديث الشريف عن صحة حديث خير الدعاء دعا يوم عرفة بأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” لكن في سنده ضعف، وهو معناه صحيح، أي أن هنالك ما يدلل على أهمية ذكر الله تعالى والأدلة واضحة وعلى فضلها، لكن هذه الرواية في السند الخاص بها ضعف، ففي الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عيله وسلم قال (ألا أُنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مَليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٍ لكم من إنفاقِ الذَّهبِ والوَرِقِ، وخيرٍ لكم من أن تَلْقَوا عدوَّكم فتضرِبوا أعناقَهم، ويضرِبوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى. قال: ذكرُ اللهِ).

 

أن يوم عرفة يوم من أيام الله تعالى يحب الله أن يرى في هذه الأيام المقبلين عليه والذين يرغبون في رحمته وعفوه وهذا من فضل الله الواسع العميم على العباد الذي لا بد أن يدركه من يريد أن يطيع الله صادقاً من قلبه مخلصاً في عمله.