الأطفال هم عماد المستقبل، فعندما تقوم بغرس شيء جميل في نفوسهم منذ الصغر، لا يتم نزعه بسهولة عندما يكبرون، فكما أنك تزرع غصن زيتون، ثم يكبر ويكبر حتى تصبح جذوره أقوى في الأرض، ويصعب اقتلاعها، وهكذا هم الأطفال، فعندما تغرس في قلوبهم حب الوطن سيكون هذا الطفل رجلاً ذو مسؤولية عالية، ويعمل على حماية وطنه وينتمي له انتماء عميقا، فاليوم سوف نروي لأطفالنا الأعزاء قصة جميلة عن حب الوطن.

قصة الذهب والتراب

كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك معلم يذهب إلى مدرسته كل يوم لكي يعلم طلابه القيم والأخلاق الجميلة، وكان هذا المعلم محبوباً جداً عند الطلاب، وفي يوم من الأيام سأل المعلم تلاميذه: أيهما أغلى التراب أم الذهب؟

رد التلاميذ: الذهب أغلى من التراب بالتأكيد.

ثم نهض محمد وقال: التراب أغلى من الذهب.

سخر التلاميذ من محمد وضحكوا كثيرا على ما قاله، ولكن هنا قال المعلم: أحسنت يا محمد فالتراب أغلى من الذهب.

تعجب التلاميذ وقالوا: كيف هذا؟

قال المعلم: سأروي لكم قصة توضح لكم كيف يكون التراب أغلى من الذهب.

كان هناك رجل عجوز اشتد عليه المرض كثيرا وجمع أولاده حوله وقال لهم، عندي كيس من الذهب وعندي الأرض التي أملكها وهذه كل ثروتي التي أملكها وأريد أن أعطيها لكم.

رد الإبن الأصغر: أنا سوف أخذ كيس الذهب.

وقال الأكبر: وأنا سوف أخذ الأرض.

قال الوالد: لكل منكم ما يريد من نصيبه فليأخذه.

وذهب الوالدان كل منهم أخذ نصيبه وبعد مرور عدة أيام توفى الرجل العجوز وحزن عليه ولداه كثيرا، ثم قام الإبن الأكبر بالإهتمام بالأرض وزراعتها وبدأ يضع بها بذور القمح وكل بذرة تنتج له سنبلة قمح تحمل مئة حبة، ثم يحصد المحصول ويبيعه ويربح منه الكثير.

وفي الموسم الآخر بدأ في زراعة القطن وظل يراعاه وينتظره حتى نما وازدهر.

بينما كان الابن الأصغر ينفق من كيس الذهب يوما بعد يوم حتى فرغ الكيس ولم يتبقى شيء وهنا نظر إلى الكيس فوجده فارغا وحزن كثيرا جدا.

جاء إلى أخيه الأكبر حزينا يشتكي: لقد فرغ كيس الذهب ولم يعد معي شيء.

قال له أخيه: لا تحزن يا أخي فرغ كيس الذهب فالآن معنا الأرض يمكنك مشاركتي ومساعدتي فيها.

رد الأخ الأصغر: ماذا تقول؟ وماذا ينفعنا التراب؟

أحضر له أخيه كيسا من الذهب وقال له: انظر إلى كيس الذهب هذا من التراب، والثياب التي نلبسها من التراب، والثمار التي نأكلها من التراب، والخبز الذي نأكله من التراب، الأرض من التراب والتراب يعطينا كل شيء.

وهنا رد الأخ الأصغر: كيف كنت بهذا التفكير، أسف يا أخي.

قال له أخيه: لا وقت للأسف فهيا معي إلى الأرض.

ذهبوا معا إلى الأرض فوجدوا القطن يزدهر وتتفتح أزهاره إلى اللون الأبيض وتملأ الأرض ففرحوا كثيرا جدا وظلوا يجمعون القطن الأبيض معاً.

واجب الفرد تجاه الوطن

تتنوع الواجبات الخاصة بكل فرد وبكل مواطن تجاه دولته ووطنه، ومن هذه الواجبات ما يلي:

  • يجب أن يحترم المواطن نظام ودستور الدولة، عن طريق اتباع الواجبات الدينية والإقتصادية والإجتماعية مع الواجبات الثقافية والأمنية والصحية، الأمر الذي يهدف إلى الحفاظ على استقرار وأمن الدولة.
  • ينبغي على المواطن حماية الدولة، من الإضرار بالأماكن العامة وتخريب الممتلكات العامة، بجانب إثارة الشغب والفوضى.
  • يفترض أن يكِن الفرد مشاعر الولاء والإخلاص للدولة وللوطن، وذلك عن طريق احترام وحب كافة المواطنين سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين.
  • يجب على المواطن الدفاع عن وطنه ضد أي اعتداء سواء أكان داخلي أو خارجي، لأن الدفاع عن الوطن هو واجب مقدس وعلى وجه الخصوص في حالات الضرورة القصوى، وتجدر الإشارة إلى أن الدفاع عن الوطن لا يقتصر على الدفاع أو التضحية بالنفس فقط بل الدفاع بالمال وباللسان، من خلال رد الاعتداءات الكلامية واللفظية وغيرها من الأمور.
  • يستحب أن يقوم المواطن بتمثيل صورة وطنه بطريقة سليمة من العادات والتقاليد، بجانب ثقافة المجتمع في الدول الخارجية، خاصة في المحافل والندوات والاجتماعات الخارجية.
  • ينبغي أن يعمل الأفراد على تحسين وتنمية المجتمع من المرافق العامة والطرقات والمساحات الخضراء، بالإضافة إلى المحافظة على النظافة العامة أي عدم إلقاء أية قاذورات في الطرق العامة أو الحدائق.
  • يفترض نشر حملات توعية مخصصة لتوضيح مفهوم الوطنية وأهمية المحافظة على الوطن.