قصص عن الخوف من الله للاطفال، الأطفال أمانة من الله عز وجل ومسئولية كبيرة على الأباء والأمهات أن يعطونها حق قدرها، وأهم ما يجب أن يربى عليه الأبناء معرفة عقيدتهم، ومعرفة الله عزل وجل استحضار معيته لهم في كل وقته، ومعرفة أنه دائمًا يراهم ومطلع على أفعالهم ما ظهر منها وما بطن، عندما يعي الطفل أن الله يراه سيكبر دائمًا يخاف الله محبة وطمعًا في رحمته ورضاه، فدائمًا لابد من الأبوين أن يزرعون هذه الحالة في قلوب أطفالهم وتبسيطها لهم عن طريق رواية القصص والحواديت حيث أنها الجزء المحبب لدى الطفل أن تصل له المعلومة في صورة قصة.

قصة أحمد وهيثم ابن الجيران

يحكى أن كان هناك طفل جميل ومهذب اسمه أحمد، ذهبت أمه لأداء بعض المشاوير واستأذن منها في قضاء بعض الوقت مع هيثم صديقه ابن الجيران إلى أن تعود هي من أعمالها، وافقت والدة أحمد على طلب ابنها بشرط ألا يتناول شيئًا لدى الجيران أو يفعل شيئًا خاطئًا وأن يظهر عليه التعفف وعزة النفس، وعدم الحاجة حتى ولو كان يرغب، ووافق أحمد أن يستمع إلى كلام والدته ويفعل الصواب الذي أمرته به.

ذهب أحمد إلى صديقه هيثم بالفعل وأثناء تواجده هناك قام هيثم بإحضار الكثير من الحلوى والطعام من وراء أمه وأحضرها إلى أحمد وقال له: “هيا بنا نأكل، هيا معي الكثير من الحلوى لا تتردد!” فرفض أحمد وقال له: “هذه الأشياء كثيرة للغاية وقد تحزن أمك عندما تعلم ذلك، كما أن أمي أوصتني ألا أتناول طعامًا في منزل أحد وأن استمع إلى كلامها”.

قال هيثم: ” لا مشكلة في ذلك فأمي وأمك لن يرونا، ونحن الآن وحدنا لا يرانا أحد ونستطيع أن نأكل كيفما شئنا“، فامتعض أحمد وغضب وقال له: “من قال لك أنه لم يرانا أحد، فإن لم يكن معنا أي إنسان فإن الله يرانا ومطلع علينا، وفي حال عصينا أمنا فإنه يغضب منا، هذا ما علمتني أمي”. واستأذنه في الذهاب.

قصة بائعة اللبن وابنتها

يحكى أن سيدنا عمر بن الخطاب كان يمر في ليلة ليتفقد أحوال البلاد، فسمع أم تتحدث مع ابنتها خفية أن تقوم بخلط اللبن بالمياه حتى يكثر عند البيع وتبيع منه الكثير، فقالت لها ابنتها أن عمر قد أمر المنادي أن يعلن أنه لا يتم خلط اللبن بالمياه، قالت الأم لابنتها أن تقوم وتجد مكانًا لا يراها فيه عمر أو المنادي وتقوم بخلط اللبن فيه، فقالت لها الفتاة، وأين الله، فأنا لا أستطيع أن أطيعه في الملأ وأعصاه في الخفاء

قصة الراعي

أخبرنا نافع رضي الله عنه أنه ذات يوم خرج مع ابن عمر رضي الله عنهما ومعهم بعض الأصحاب ووضعوا سفرة ومر بهم أحد رعاة الغنم، فطلبوا منه أن يتناول معهم فأخبرهم أنه صائم، فقال له عبد الله لماذا تصوم في مثل هذا اليوم شديد الحرارة فأخبره أنه يبادر أيامه الخالية، فأعجب ابن عمر برد الراعي، وطلب منه أن يعطيه شاة يذبحها ويطعمه منها، فأخبره الراعي أنها ليست ملك له وإنما هي لمولاه.

قال ابن عمر وماذا سيفعل مولاك إن أخبرته أن الذئب قد أكلها، فذهب الراعي وهو يقول أين الله!، فأثر الرد كثيرا في ابن عمر حتى أنه بكى وذهب مسرعًا فقام بشراء جميع الغنم واشترى معهم الراعي واعتقه وأعطاه الغنم، وكأن هذا كان اختبار من الله للراعي فكافئه على أمانته وخشيته ومحبته له عز وجل.