شروط قبول العبادة ، أمور يجب على كل مسلم أن يعيها، فالإسلام دين التوحيد، وهو دين يدعو إلى عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له، – في أفعاله وأقواله، أنه يسعى بحسناته إلى وجه الله تعالى، فيهتم بتوضيح مفهوم العبادة والشروط التي فرضها الرب – تعالى – لقبول أي عبادة، كذلك كما توضح أسباب عدم قبولها.

تعريف العبادة

قبل ذكر شروط قبول العبادة لا بد من توضيح المفهوم الشرعي للعبادة، فالله تعالى خلق الجن والإنس ليعبدوه وحده بغير شريك، يقول الله تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا أنهم يعبدون}، العبادة هي غاية خلق الله لخلائقه، وهي تعني الخضوع والإذلال، ولا تصح العبادة إلا إذا كانت التوحيد الخالص لله وحده دون غيره، تشمل العبادة في الإسلام جميع جوانب الحياة، ولا تقتصر على الصلاة والصوم والحج إلى البيت، بل كل عمل أو تصريح يطلب فيه العبد وجه الله تعالى هو عبادة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما العمل بالنية، والإنسان ما نوى إلا ما نوى، هجرته لله ورسوله، فهاجرته لله ورسوله، ومن هاجر إلى هذه الدنيا أصابها، أو امرأة تزوجها هاجر، حتى سعي الإنسان لكسب رزقه هو عبادة ما دام لديه نية حسنة ويسعى لرضا الله بعمله.

شروط قبول العبادة

العبادة تعني الخضوع من منطلق الحب والرغبة لله وحده الذي لا شريك له، وخوفًا من عقابه وعذابه وخوفًا منه، له يقول تعالى {قل إن كنت تحب الله فاتبعني الله يحبك ويغفر لك ذنوبك، والله غفور} وقد أوضح العلماء شروط قبول العبادة، وهي

  • الشرط الأول صدق النية على الله، وطلب رضاه في جميع العبادات والعمل.
  • الشرط الثاني أن يتفق مع الشريعة، وهو أن يكون مسلما يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأنه يؤمن بالله ورسوله وملائكته.، وكتبه، والقدر خيرا وشر، وأن الفعل أو الفعل ليس محرما، ممنوعا في الكتاب والسنة.
  • الشرط الثالث كمال العمل والعبادة، يقول الله تعالى {مَنْ خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةِ لِيَخْتَرِبَ أَيٌّ مِنَكُمْ أَفْضَلُ عَقْلاً ۚ}. لا يكون قبول العبادة بكثرة، بل بكمالها وصلاحها.

أبرز الأمثلة على شروط قبول العبادة

بعد الحديث عن شروط قبول العبادة، لا بد من ذكر أمثلة على شروط قبول العبادة

  • يقول تعالى {لم يأمروا إلا بعبادة الله، والإخلاص له في الدين، والطهارة، وإقامة الصلاة، وإخراج الزكاة، وهذا هو دين الله.} وهذه الآية تؤكد على الضرورة. من صدق نوايا الله تعالى.
  • وكذلك قوله تعالى {وَلَيْسَ لَهُ أَجْرٌ أَجْوَاءٌ إِلاَّ يَسْتَسِرُ رَبِّهُ الْعَلَّى}. .
  • اقتداء بالنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – واتباعًا لسنته يقول صلى الله عليه وسلم “من عمل عملاً ليس بأمرنا فهو يكون. مرفوض.” وطاعة الرسول واجبة على كل مسلم، فالذي يأمرنا أمر من الله، وما ينهى عنه نهي عن الله تعالى.

حول انقسام الناس في تحقيق شروط قبول العبادة

من رحمة الله لعباده جعل لهم مجالات المبادرة والمنافسة لفعل الخير والطاعة، وهكذا ينقسم الناس إلى أقسام في تحقيق شروط العبادة

  • قسم تعمق وفهم في الدين وعمل وعلّم حتى صار فيه خيرًا وافرًا ينفعه وينفع الآخرين، وكان يعلم تمامًا أنه خلق لعبادة الله سبحانه وتعالى، ولعمل الصالحات، وأنه لا سبيل للمعرفة إلا بالمعرفة والعمل الجاد والتعب، وهو مأمور بالتقوى والله، ويأمر بالإيمان. قال تعالى {أيها الناس اعبدوا ربك الذي خلقكم ومن قبلكم فتصبحوا صالحين}.
  • وقسم يتعلم الدين ويعلم الناس ولكن ليس فيه علم ولا فقه ولا عمق لدين الله الذي هو عند القدماء، فاعتمدوا على حفظ ونقل العلم والدين كأخبار.
  • وابتعد البعض عن عبادة الله – سبحانه – فلا عبادة ولا عون، ولم يفهموا الدين ولم يتعلموه.

ما أسباب عدم قبول العبادة

بعد أن تحدثنا عن شروط قبول العبادة وذكرنا أمثلة عليها، لا بد من بيان أسباب عدم قبول العبادة، وهي متنوعة

  • وأخطرها الشرك بالله – سبحانه – لأن الشرك يبطل ويحبط عمل صاحبه، لأن من يرتبط بالله لا يأتي إلى ربه، ولا يشعر بعظمته.
  • كما أن من أهم أسباب تبطل العبادة عدم الإخلاص في الأعمال الصالحة، وهذه الأعمال مخالفة لأوامر الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. سلام.
  • أكل المال الحرام الذي كسبه حرام، وأكله وشرابه ممنوع، ولباسه ومسكنه ممنوع.
  • – ارتكاب المعصية والإصرار عليها كالعصيان وقطع صلة الرحم والسرقة والزنا.

ما هو أجر الحسنات

وتشمل الحسنات جميع عبادة الله سبحانه وتعالى في القول والفعل، وفي القلب، وفي فعل الفرائض والمستحبات كالصلاة والصوم والصدقة والحج والعمرة والجهاد في سبيل الله، النهي عن المنكر، وبر الوالدين، والمحافظة على القرابة، وكل ما ينفع بكلمة أو فعل، وأن العبد إذا عمل حسنًا جزاؤه الله عز وجل في الدنيا والآخرة، ومن ثمرات الأعمال الصالحة في الدنيا نور الوجه، ووفرة الرزق، وراحة الجسد، والبر في الطفل، والأمان في القلب والروح، وكفارة السيئات، قال الله تعالى {والذين آمنوا وعملوا الصالحات نعوضهم عنهم سيئاتهم ونجازهم بخير الأعمال} وكذا التبشير بدخول الجنة فيقول {والبشر الذين صدقوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات التي تحتها أنهار كلما رزقوا من ثمرها يقولون هذا الذي باركنا من قبل وجلب له شبهًا بهم حيث المطهر أزواج ويقيمون فيها}، والأفعال الصالحة هي النتيجة التي يُطرد بها الإنسان من الدنيا وينتقل إلى دار البقاء، وهو الذي يقرر مصير العبد، ولا يبقى له إلا عمله.