هل كان شعر النبي طويل ام قصير وفق ما أوردته السيرة النبوية، خاصة أن هذا الاسم له حنيناً في قلوب المسلمين الذين يرغبون في التشبه به في السيرة والصورة والسريرة، والعمل وفق ما كان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا كانت الإجابة عن هذا المبحث تحتاج إلى رجوع إلى بطون كتب السيرة النبوية والأحاديث الشريفة، والعودة إلى مصنفات الشمائل المحمدية، وقد حرص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم أيما وصف وبدقة كبيرة، بل كانوا يعدون الشعر الأبيض في لحيته كما بينت بعض الروايات الصحيحة لدقة مراقبتهم له.

شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميل الهيأة حسن المظهر، وطيب السيرة والصورة، له بهاء وجلال من أجمل ما يكون وقد وصفته أم معبد الخزاعية لزوجها عندما مر ببيتها فقالت (ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثُجْلة، ولم تزر به صلعة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وَطَف، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطع، أحور، أكحل، أزج، أقرن، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنه وأحلاه من قريب، حلو المنطق، فضل، لا نزر، ولا هذر، كأن منطقه خرزات نُظمن يتحدرن، رِبعة، لا تقحمه عين من قصر، ولا تشنؤه من طول، غُصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا، وله رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفَنَّد)  ورد ذلك في كتب السيرة، وقد بينت أنه لم يكن أصلعاً، وهو جزء من جواب هل كان شعر النبي طويل ام قصير .

شعر النبي طويل ام قصير

هل كان شعر النبي طويل ام قصير جاءت الأحاديث النبوية ببيان ذلك غير أنها تجتمع كلها في أن شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال ابن القيم رحمه الله في زاد الميعاد (وكان شعره فوق الجمة ودون الوفرة، وكانت جمته تضرب شحمة أذنه، وإذا طال جعله غدائر أربعاً) والوفرة ما جاوز شحمة الأذن، والغدائر الضفائر، فكان شعره لوسط آذنه وأخر شحمة أذنه وإلى ما بعد ذلك إلى منكبيه، وإن طال كرحلته في سفر كان يجعله ضفائر أربعة ومن الأدلة ما يأتي:

  • روى البخاري ومسلم عن البراء رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا بعيد ما بين المنكبين عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه ) وفي رواية (ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره يضرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين ).
  • وعن أنس رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعره منكبيه ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت ( كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة، ودون الجمة ) .
  • وعن عن أم هانئ رضي الله عنها قالت : ( قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة وله أربع غدائر ) .

 

هل كان شعر النبي طويل ام قصير هذا ما أجبنا عليه في السطور السابقة ويحسن بالمسلم أن يحلق شعره متساوياً  وأن ينفر من القزع التي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها حلق بعض الشعر وترك بعضه، والتأسي برسول الله نعم التأسي.