إن من سنة الله تعالى الكونية في هذه الحياة أنها لا تدوم على حال، فكما أن البشر ذاتهم يتغيرون من حيث التفكير والسلوك والطبيعة، كما أنهم يتغيرون من حيث الخلقة والتقلبات، فيكون الإنسان في فترة يكسو رأسه الشعر ثم يصير أصلعا، كما أنه يتميز ببشاشة الوجه قبل أن يشيب فيحدودب ظهره ويتغير لون وجهه، فكذلك الحياة كلها والدنيا برمتها، فصول من الربيع إل الخريف ومن الصيف إلى الشتاء، تحولات وتقلبات، وهذه سنة الله تعالى، أحوال الأجواء فيها يوما في غاية الصفاء، ويوما في غاية الضباب ويوما ترى الرياح تجوب أرجاء الدنيا شرقا وغربا، ومن بين هذه التطورات الحديثة ما طرأ على صفحات الإعلام من الحديث عن آخر تطورات الحالة المدارية في بحر العرب والتي أقلقت المتابعين للأرصاد الجوية والتغيرات المناخية وإليكم ما ورد عنهم، في هذه المقالة الحديثة في ظل التطورات  الأخيرة والمستجدة.

بحر العرب

لم يكن يخطر على المسعودي الكاتب والمؤرخ أن البحر الذي سيصفه بــ “البحر الأخضر” ستمر عليه تغيرات تحجب اخضراره حينا من الوقت، وهو يعد من البحار التي تتجزأ من المحيط الهندي وتقع على سواحل شبة الجزيرة العربية  وشبه القارة الهندية، فيكون لإيران معه حدود، وكذلك اليمن وسلطنة عمان والصومال والهند وغيرها، وله انعكاسات أيضا على المملكة العربية السعودية من حيث المناخ، بل كان المقربون من الهندية يعبرون عنه ببحر هندوس، ومن الإيرانية أو الفارسية يعبرون عنه ببحر فارس، والعربية ببحر العرب لكن يعضد هذه الحقيقة أن ذراعيه الممتدان أو المتفرعان عنه هما خليج عمان وخليج عدن وهما عربيان، وهو ما يؤكد أحقية التسمية الأخيرة بهذا الشأن، لكن ما قصة آخر تطورات الحالة المدارية في بحر العرب، أو الأحاديث عن اعصار بحر العرب؟.

آخر تطورات الحالة المدارية في بحر العرب

بعد تسليط الضوء على قرب بحر العرب وإطلاله على سلطة عمان فإن التغيرات التي تطرأ على هذا البحر تؤثر بشكل مباشر على البلاد وأجوائها، فقد صرحت الهيئة العامة للطيران المدني مؤخرا بأن معالم الحالة المدارية الثانية قد ظهرت وأن منخفضا جويا شرق بحر العرب من المتوقع أن يحدث خلال ال 24 ساعة القادمة، ويمكن أن يتحرك هذا المنخفض تجاه الشمال، وأن هذا الأمر سيؤثر على سلطنة عمان خاصة محافظة ظفار التي بدأت الحالة الجوية بشكل واضح بالتغير والتقلب، وقد أكدت الهيئة أن تحاليل المركز الوطني للإنذار والخرائط تؤكد أن المنخفض يتمركز حاليا على خط عرض 13.0 شمالا وخط طول 71.4 شرقا وتقدر سرعة الرياح السطحية حول المركز من 17 إلى 25 عقدة ” 30-45 كم / ساعة”، ويبعد عن سواحل السلطنة “رأس الحد” حوالي 1600 كم، ما يثير الكثير من التخوفات حوال الحالة الجوية.

الهيئة العامة للطيران المدني في سلطنة عمان

تعتبر الهيئة العامة للطيران المدني في سلطنة عمان الجهة المشرفة على متابعة شأن الطيران وتنظيم الرحلات المتعلقة بالطيران المدني في السلطنة وفق المعايير المعمول بها قانونيا في البلاد، وتعد من الهيئات التي لها قيمة اعتبارية لإشرافها على قطاع متقدم من قطاعات الدولة، وهذه الجهة من الجهات المستقلة التي تعد حديثة نسبيا حيث تأسست في شهر مايو من عام 2012م، ولها تحكمها في الشأن المالي والإداري والتشريعي المستقل بما يضمن صوابية تسيير هذا القطاع دون التدخلات المخلة بهذا الشأن، وتتابع الهيئة الأحوال الجوية وتصدر قراراتها باستمرار الرحلات أو تعطيلها، ومنح الإجازات للأطقم العاملة في المطارات أو إيقافها تبعا لما ترتئيه إدارة الهيئة في سلطنة عمان، كما أنها تتجزأ لعدة أقسام يشرف كل قسم منها على جانب معين ضمن العملية الإدارية لسهولة القيام بالمهام ودقة المتابعة لها بما يحقق أقصى درجات الإتقان وسرعة الأداء.

صور الحالة المدارية في بحر العرب

سننقل بعض الصور التي تعبر عن الحالة المدارية في بحر العرب والتي رافقت الأحداث الأخيرة ويمكن أن توضح بعض التفاصيل المتعلقة بذلك:

يشار إلى أن الكثير من البلدان التي لها تواصلات مع الدول الأخرى في المجالات الجوية تخص إدارة إما مستقلة أو تابعة لإشراف وزارة معينة، تقوم بمتابعة الحالة العامة من حيث الرحلات الداخلية للسفر وكذلك الخارجية مع الدول الأخرى، وتتحمل المسؤولية عن إصدار القرارات التي يمكن أن يكون في بعض الأحيان مردودها سلبيا أو إيجابيا وذلك تابع لدقة التحليلات والمتابعة والقرائن في الدولة مثل منخفض  بحر العرب الأخير، أو آخر تطورات الحالة المدارية في بحر العرب.