إن من القصص ما يستدر الفؤاد فيفيض بما فيه، ومن القصص عبرة، ومن القصص ما يمنع الشخص عن مماثلتها في الحياة إن كانت تنفر من عمل مشين، ومنها ما تدفع السامع إلى مماثلتها خاصة إن كانت تح على فعل خير، وقد كان من أسلوب القرأن الكريم أن نوع الخطاب فأورد القصص التي فيها العبرة والصدق وبيان الحق والبعد عن الباطل والشفاء للعليل، والتحبيب من القارئ لما يسمع، في نسق من البيان والبديع والبلاغة واللغة لم يستطع العرب أن يأتوا بمثلها، فقال الله تعالى (ولَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ  فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث  ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا  فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) وقال الله تعالى أيضا (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ  مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)، ولذلك درج العرب على تناول القصص ومن بينها قصة معشي الذيب الشمري مكتوبة لقيمتها ولله المثل الأعلى.

من هو معشي الذئب الشمري

من المشتهرات في قبيلة شمر بالمملكة العربية السعودية والمفاخر التي يفتخرون بها قصة معشي الذيب الشمرى، حتى إنهم ليتناقلون القصة والحديث عن صاحبها فمن هو معشي الذئب الشمري، هو مكازي بن دغيم بن عبدالله بن سعيد والسعيد بن العليان الدغيري بن عبده بن شمر، عرف بكرمه وعلى هذا الأثر نقلت عنه القصة الشهيرة، وقد عاش في المملكة العربية السعودية وكان يعمل في تربية الغنم وكان يسكن شمال المملكة، وانتشار خبره إلى أمير حائل في البلاد جعل  المثل يضرب فيه وله من الأبناء فرحان و شباط وصنيتان و عبدالله وشاهر وتوفي في القرن وتوفي في القرن 14 هجرية .

 قصة معشي الذيب الشمري مكتوبة

تدور أحدث قصة معشي الذيب الشمري مكتوبة، رجل من المملكة العربية السعودية من قبيلة شمر وهو مكازي بن دغيم بن عبدالله بن سعيد، نقل أنه له بنتان (جوزاء ووضحى)  سمع في يوم من الأيام عواء ذئب بصوت مرتفع كأنه جائع، فقال للعامل لديه ما شأنه قال: ذئب كبير تمنعه الكلاب من الاقتراب من قطيع الغنم، فقال: اذهب واربط له خروفا ليأكله ثم عد، وبالفعل ذهب العامل وربط للذئب الضعيف خروفا، فالتهمه، وفي الصباح جاءت البنتان يريدان حبلهما لاستجلاب الحطب فلما يجداه سألا العامل فقص عليهم القصة، وبلغت القصة أمير منطقة حائل محمد العبدالله الرشيد الذي استجلب مكازي وتحقق منه من القصة ولما علم صدقها مدحه بالكرم وبعدها انتشرت القصة وصارت تفتخر قبيلة شمر بقصة  ” معشي الذيب الشمري”.

قصيدة معشي الذيب الشمري مكتوبة

بعد أن تذكر نجل مكازي بن دغيم بن عبدالله بن سعيد قصة والده مع الذيب، رأى ذئبا يسير فأنشد قائلا:

  • ياذيب مانستاهله منك ياذيب
  • افعالنا ياذيب نبي الجزابه
  • ابوي عشا أبوك بالوقت ياذيب
  • في ليلة غدرا مظل السحابه
  • يوم العفون مطولين المشاعيب
  • وكل يصيح ويستديرن كلابه

فوائد قصيدة معشي الذيب الشمري مكتوبة

من الفوائد التي يمكن استلهامها من القصة التي استندت عليها قصة معشي الديب مجموعة من النقاط الهامة ومنها:

  • أن الكرم المتجذر في الإنسان يجده اللئيم والأصيل لأن الكريم كريم.
  • أن بذل المعروف لا ينسى وأنه لا يشعر بالآخرين إلا الأصيل.
  • أن التاريخ سيكتب عن الرجال الذي فعلوا الخيرات وسابقوا لها.

هذه القصص تثير في النفس الرغبة في معرفة الفائدة منها، وهي أن الكريم يسع كرمه كل شيء، وأن الكرم يرفع بصاحبه، وأن الرحمة خلق جميل، وأن المفاخر التي يصنعها الآباء تبقى نعمة ستظل بها الأبناء، وأن من أخفى الخير والطاعة التي يعملها لا بد أن يظهرها الله ليرفع مكانته وهذا من فضل الله تعال على الإنسان لأنه كلما تواضع كلما رفعه الله تعالى أما من تكبر وتعالى على الخلق وسخطهم فإن الله يقصمه.