تتحدث الكثير من الكشوفات الأثرية عن قدماء المصريين، وعن حضارتهم العملاقة التي تنحني لها حضارات العالم احتراماً وإجلال، وكثيراً ما تحدثت تلك الكشوفات عن الصفات الجسمانية لقدماء المصريين، والتي ذهبت أغلبها إلى أنهم كانوا يتمتعون بمواصفات جسمانية ضخمة، وبنيان قوي، ولعلنا نجد الأمر منتشر حتى بين عامة الناس، فنجد من يتمتع بطول قامة وعرض المنكبين يطلق عليه المصريون لقب (فرعون) نسبة إلى أنه ينتمي إلى أجداده الفراعنة.

هل يمكننا أن نربط بين الكلمة العربية الأصيلة (فارع) والتي تأتي مقترنة دائماً بوصف الطول إلى نسبتها لكلمة فراعنة، حيث كانوا يتمتعون بقامات طويلة؟ ولعلنا نجد إجابة هذا السؤال عندما نعرف كم طول فرعون الحقيقي؟ دلالة على الصفات الجسمانية لأهم ملوك الفراعنة.

مومياء فرعون

عندما نذكر اسم فرعون، أول ما يتطرق إلى أذهاننا هي القصة الشهيرة لفرعون موسى، والتي تحدثت عنها معظم الديانات السماوية، حيث كان حاكماً لمصر في ذلك الوقت، وقد دللت الدراسات أن فرعون موسى هو الملك رمسيس الثاني، حيث كان يطلق لقب (فرعون) على كل من يعتلي عرش مصر في ذلك الوقت، وقد عثر على جثته بالفعل في أحد المقابر الفرعونية القديمة، والموجودة حاليا في مركز الآثار الفرنسي في باريس.

جثة فرعون الحقيقية في مصر

يذكر أنه بعد غرق فرعون أو رمسيس الثاني في الحادث الشهير مع موسى وبني اسرائيل، تم استخراج الجثة من البحر، وتحنيطها، ثم نقلت عبر أسطول بحري إلى مدينة طيبة، واستقرت هناك في وادي الملوك، ثم إلى الدير البحري، حتى عثر عليها هناك عام 1872م، بواسطة أحد الفلاحين المصريين.

كم طول فرعون الحقيقي

عندما تم الكشف عن موقع مقبرة فرعون لم يكن يعرف العلماء إلى أي ملك من ملوك الفراعنة تنتمي هذه المومياء، ولكنهم سرعان ما استدلوا عليه عندما فكوا اللفائف القماشية التي كانت ملفوفة على الجثمان، فقام برفع يده اليسرى في دلالة أن صاحب هذه الجثة كان يقاوم شيء مثل الماء عند وفاته، وبالفعل بعد العديد من الأبحاث التي أجريت على المومياء وجد فيها آثار ملح من مياة البحر، والتي أكدت أن المومياء ترجع إلى رمسيس الثاني صاحب قصة موسى، والذي مات غريقاً.

وبالرغم من التغييرات التي أحدثتها السنوات على جثة فرعون إلا أنها ظلت محتفظة بالصفات الشكلية له، حيث ظهر بهيئة رجل عجوز بلغ من العمر 90 عاماً وقت وفاته، وأصلع الرأس، ذو أنف مرتفع وأرنبة مرتفعة عن وجهه، ولديه انكسار في الأسنان الأمامية، أما طوله فبلغ 173 سم، أي أنه كان متوسط القامة إلى قصير بالنسبة للغالبية من رجال عصره.

وقد كشفت البحوث الأثرية مؤخراً عن مومياء لفرعون اُعتبر من أطول الفراعنة الذين تم الكشف عن جثثهم حيث بلغ طوله نحو 6 قدم و 1.6 بوصة، أي 1.987 متر، وهو الملك ساناخت. 

ذكر فرعون في القرآن الكريم

ذكر اسم فرعون صراحةً في القرآن الكريم 71 مرة وجاء ذلك في 27 سورة من سور القرآن وكانت سورة الأعراف من أكثر السور التي جاء ذكر فرعون فيها حيث تم ذكره 9 مرات أما بقية السور فكانت كالتالي:

  • سورة الأعراف ذكر فيها فرعون 9 مرات.
  • سورة غافر ذكر فيها فرعون 8 مرات.
  • سورة القصص ذكر فيها فرعون 7 مرات.
  • سورة يونس ذكر فيها فرعون 6 مرات.
  • سورتي طه والشعراء ذكر فيهما فرعون 5 مرات.
  • سورتي الأنفال وهود ذكر فيهما فرعون 3 مرات.
  • وجاء ذكر فرعون مرتين في ست سور من القرآن هم على الترتيب: الدخان، الإسراء، التحريم، المزمل، البقرة والزخرف.
  • وأخيرًا تم ذكره مرة واحدة في ثلاث عشرة سورة هم: البروج، القمر، المؤمنون، النمل، الذاريات، إبراهيم، آل عمران، الحاقة والنازعات، العنكبوت، الفجر، ص وق.