يميل المطربين دائماً إلى إختيار  الموال الشهير “يا من هواه اعزه واذلني” المميز في كلماته باللغة العربية الفُصحى، بالرغم من أن اغنياتهم غير مكوتبة كلماتها بالعربية الفُصحى، إلا أن أصبح الشكل الفني لأغنتياتهم فعلاً معمول به، ويجددها المطربين من وقت إلى آخر، وتعتير القصيدة الشهيرة ( يا من هواه اعزه واذلني .. كيف السبيل الى وصالك دلني) من أحدث الموالات، والتي كتبها الشاعر (سعيد بن أحمد بن سعيد) البوسعيدي. والذي يُعد ثاني الأئمة البوسعيديين الإباضيين في عمان ومسقط.

كلمات كيف السبيل إلى وصالك دلني

يا من هواه أعزه وأذلنـــي *****  كيف السبيل إلى وصالـــــك دلني

وتركتني حيران صبّا هائم *****  أرعى النجوم وأنت في نوم هني

عاهدتني ألا تميل عن الهوى ***** وحلفت لي يا غصن ألا تنثني

هبّ النسيم ومال غصن مثله *****  أين الزمان وأين ما عاهدتني

جاد الزمان وأنت ما واصلتني ***** يا باخلاَ بالوصل أنت قتلتني

واصلتني حتى ملكت حشاشتي ***** ورجعت من بعد الوصال هجرتني

الهجر من بعد الوصال قطيعه ***** ياليت من قبل الوصال تركتني

أنت الذي حلفتني وحلفت لي ***** وحلفت أنك لا تخون ، وخنتني

لما ملكت قياد سري بالهوى ***** وعلمت أني عاشق لك خنتني

ولأقعدن على الطريق فأشتكي ***** في زي مظلوم وأنت ظلمتني

ولأشكينك عند سلطان الهوى ***** ليعذبنك مثل ما عذبتني

ولأدعين عليك في جنح الدجى ***** فعساك تبلى مثل ما أبليتني

من هو كاتب كلمات كيف الوصال إلى سبيلك دلني

كتبها الأديب (سعيد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي)، وهو ثاني الأئمة البوسعيديين الإباضيين في عمان ومسقط، والذي بويع بعد موت أبيه الإمام “أحمد بن سعيد” عام 1198هـ. حيث حاول العديد من الزعماء عزله وتولي أخيه قيس مكانه، لكنهم فشلوا في ذلك، حيث كان أخواه سيف وسلطان من أكثر المعارضين على إمامته، فقد كانت معارضتهما له منذ حياة والدهما عندما جعله واليًا على بركاء، وعندما شعر بإنقلاب القبائل عليه، شارك ابنه حمد وعينه نائبًا له في مسقط، حيث كان لابنه حنكة عظيمة، كما تم وصفه بــ “داهية من دواهي العرب”، وأقام في “الرستاق” وكان أديباً.

يقول الشعر إلا أنه، وكما ذُكر في كتاب الأعيان أنه “لم يعدل في ملكه ولم يرض المسلمون عنه” إلى أن توفي قبل مقتل أخيه سلطان، ومن أشهر قصائده: (يا من هواه أعزه وأذلني) و قصيدة”وافا حمامك يا حبيبي بالعجل” وأيضاً قصيدة “لهفي على عيش مضى” وقصيدة “إذا شحت الخضراء بالويل فالتمس”

“كيف السبيل إلى وصالك دلني” أبيات قصيدة يتغنى به الكثير في وقتنا الحاضر، فقد حازت هذه القصيدة على إهتمام الكثير من الناس، حيث نراها تُؤدى مرة كأغنية مُلحنة، ومرة أخرى نجدها بين سطور المقتبسين، حيث قام أحد الشعراء بكتابة رد على نفس القصيدة على لسان المرأة المعنيّة.