رضي الله تبارك وتعالى لعباده التدين بدين الإسلام الذي جاء مهيمنا على غيره، فهو الدين الذي يدين به جميع الأنبياء والمرسلين الذي يتميز بالوسطية والاعتدال والشمول والتوازن فيضبط العلاقة بي العبد وربه وبين العباد بعضهم مع بعض ويوازن بين الروح والجسد وينوع في العبادة التي يتقرب العبد بها إلى الله تبارك وتعالى، ومن بين هذه العبادات المشتهرة التي وردت في القرأن الكريم وكذلك في السنة النبوية عبادة الدعاء التي يحبها الله ويرتضيها فقال الله تعالى في حقها (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وكانت هذه العبادة من العبادات الرائعة التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة) ولذلك يحرص المسلم على التزام ما يرضي الله تبارك وتعالى ويلح عليه لنيل مرضاته من خلال الأدلة المتنوعة التي وردت في الكتاب والسنة والألفاظ التي كان يلتزمها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح في الالتجاء والتضرع إلى الله تبارك وتعالى، ومن بين هذه الأدعية التي وردت وشملها الدين الحنيف، دعاء اذا اتى الرجل اهله مكتوب وهو من أجمل هذه الأدعية وأحسنها لفظا وأكثرها بركة.

الدعاء والذكر

إن الأدلة الكثيرة التي وردت في الدعاء لله تعالى والذكر له من البراهين الساطعة على عظم هذه العبادة عند الله تعالى، ولذلك جاء في القرأن الكريم (إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) وفي الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عيله وسلم قال (ألا أُنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مَليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٍ لكم من إنفاقِ الذَّهبِ والوَرِقِ، وخيرٍ لكم من أن تَلْقَوا عدوَّكم فتضرِبوا أعناقَهم، ويضرِبوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى. قال: ذكرُ اللهِ) وهذا من جميل هذه العبادات، وقد جاءت ألفاظ الدعاء واردة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم في الكثير من المواضع وخير الأدعية ما وافقت لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخير الأوقات ما ارتبطت بالأوقات التي خصصتها الأدلة ومنها الثلث الآخر من الليل، وفي الحديث (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول‏:‏ هل من سائل فأعطيه هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له إلى أن يطلع الفجر‏)  وهذا من فضل الله تعالى على عباده.

 

دعاء اتيان الرجل أهله

إن من أبرز الأدعية المعروفة والمشتهرة في الشريعة الإسلامية دعاء اذا اتى الرجل اهله مكتوب، وهذا الدعاء يعد من الأدعية الجميلة والتي ترغب في وصول الرجل إلى زوجته والمباركة في الرزق الذي يعطيه الله تبارك وتعالى، وهذا الدليل قد وردت النصوص الشرعية ببيانه،  وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  كما في الحديث (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال: باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا. فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً)، وهذا من بركة ما يمكن أن يعطى الرجل من ذرية يحميها الله تبارك وتعالى بقوته من الشيطان والمكائد التي قد يتعرض لها هذا المولود، وذلك من فضل الله الواسع.

 

إن التوقيت الذي يقول فيه الدعاء هو عند قرب المواقعة أو الجماع ويستحب أن يتلفظ الزوج والزوجة بهذا الدعاء ما يجعل البركة مشمولة للمولود إن أتى من الطرفين وهذا من الخير العميم الذي بينته شريعة الإسلام المباركة والتي جاءت في كل سبلها دالة على القرب من الله والبعد عن سبل الشيطان.