بعد انتهاء ماراثون الثانوية العامة بكل صعوباته وقلقه تجد الطالب لم يأخذ أي هدنة من التوتر والقلق لأنه يبدأ رحلة كيفية اختيار التخصص الجامعي، بل قد يكون هناك بعض الطلاب أكثر توترًا في هذه الفترة أكثر مما كانوا عليه أثناء الدراسة وذلك لأنهم يرون أن تلك الخطوة هي من سيحدد مستقبلهم أو وظيفتهم المستقبلية، والواقع أنه ربما قد لا تعمل في مجال تخصصك الجامعي ولكنك ستقضي سنوات طويلة في الدراسة فلا بد أن تكون محبًا لهذا المجال على الأقل حتى يتسنى لك تخطي المرحلة بسلام، لذا سنساعدك على إجابة السؤال الأكثر تكرار وهو كيف اختار تخصصي الجامعي المناسب.

كيف اختار تخصصي الجامعي المناسب

كما أشرنا من قبل أن خطوة اختيار التخصص الجامعي تعتبر من أكثر الخطوات قلقًا وتوترًا ليس على الطالب فقط ولكن أهله جميعًا وكل المحيطين به حيث أن هناك اعتقادات خاطئة بأن تلك المرحلة هي نهاية المطاف، ولكن هي مرحلة لها أهميتها علينا أن نجتهد قدر المستطاع فيها ثم نترك الأمر بيد الله يحركه لنا. وقبل اختيار التخصص الدراسي الجامعي لابد من مراجعة تلك النقاط والتي من شأنها أن تساعدك في هذا الأمر:

الاهتمامات والميول والشغف

لابد وأن تكون الميول والاهتمامات هي المحرك الأول لاختيار التخصص الجامعي والابتعاد عن القوالب والنماذج النمطية التي يضعها المجتمع والأهل عند اختيار التخصص الجامعي، فلا شك أن الشخص سيقدم أفضل ما عنده في المجال الذي يحبه بل قد يتفوق فيه ليثير إعجاب الفئات والقوالب النمطية في المجتمع. لذا عليك محاولة تحديد شغفك منذ البداية أو سؤال الآخرين عما تتفوق فيه أو يشعرون أنك موهوب فيه ثم حاول ربط تلك الاهتمامات بالتخصص الدراسي لرسم وظيفتك المستقبلية في مجال تحبه.

القدرات

لابد وأن تحدد قدراتك قبل اختيار تخصصك الجامعي حتى لا تواجه أي مشكلات فيما بعد، وتنقسم القدرات إلى نقطتين أساسيتين، وهما:

  • القدرات الشخصية: ويقصد بها قدراتك التي تؤهلك في الالتحاق بمجال معين أي اختيار التخصص الذي يتناسب مع قدراتك، فلا يمكن اختيار تخصص معين وأنت تعلم أنك تفتقر إلى قدرة الإنجاز فيه. وعلى الرغم من أن هناك بعض المهارات المكتسبة أثناء الدراسة، إلا أنك لا يمكنك وأن تغامر في مجال يعتمد على شيء ينقصك، فعلى سبيل المثال لا يمكنك أن تختار تخصص جامعي يعتمد على مادة الرياضيات تمامًا وأنت تعاني من مشكلة في تلك المادة.
  • القدرات المادية: لابد وأن تجمع المعلومات بشأن التخصص الذي تود الالتحاق به أولًا وذلك بسبب ارتفاع تكاليف بعض التخصصات وهو ما قد لا يتوفر لك أو لأهلك. لذا قد تعتبر القدرات المادية أحد أهم الأسباب وراء اختيار التخصص الجامعي ويمكنك البحث وراء المنح الدراسية الممولة والمجانية إذا كنت شغوف بذلك المجال.

فرص العمل المستقبلية

بعيدًا عن المثالية، يعتمد اختيار التخصص الجامعي في كثير من الأحيان على توفر فرص العمل المستقبلية بهذا التخصص، فالتخصص الجامعي ما هو إلا عبارة عن طريق تسلكه يؤهلك لسوق العمل من خلاله. لذا كما تبحث في التخصص الذي يناسب ميولك ابحث أيضًا في التخصص الذي يجيب عن بعض الأسئلة مثل، هل لهذا التخصص مستقبل؟ وهل هناك سوق عمل لهذا التخصص؟ وذلك حتى لا تصاب بالإحباط بمجرد تخرجك من الجامعة إذا لم تجد فرصة عمل تناسب تخصصك الدراسي الذي تعبت في دراسته، فاحرص دائمًا على اختيار التخصصات المتوقع لها أن تسيطر على سوق العمل مثل كل ما يتعلق بالتكنولوجيا والاتصالات والذكاء الاصطناعي والاتمتة.

مفاهيم خاطئة بشأن اختيار التخصص الجامعي

هناك بعض المفاهيم الخاطئة والتي تسود المجتمعات وخخاصة العربية منها والتي قد تعيق عملية الاختيار السليم للتخصص الجامعي، ومنها ما يلي:

أن يشكل الطالب فكرته وتصوره عن المجال الجامعي من خلال من سبقوه سواء من الأهل أو الأقارب حيث يمكن أن يكون هؤلاء الأشخاص يفتقرون للشغف بهذا المجال على عكسه تمامًا

  • أن يصمم الأهل على اختيار التخصص الجامعي لابنهم –قد يكون صوابًا في بعض الحالات- دون الالتفات إلى ميول ابنهم أو قدراته
  • وضع المجتمع لقوالب معينة باعتبارها هي المهنة الأفضل مثل الطبيب أو المهندس مما قد يتسبب في تشويش الطالب وبلبلته عند اختيار التخصص الجامعي
  • قد يختار الطالب التخصص الجامعي بناء على اختيار صديقه المفضل لهذا التخصص، وفي هذه الحالة لابد من مساعدة الطالب على تخطي هذه الفكرة وتشجيعه على الالتحاق بما يحبه هو وليس غيره

نصائح تساعدك على اختيار التخصص الجامعي

  • حاول في وقت مبكر التعرف على التخصصات الجامعية لمحاولة استنباط ما قد يستهويك من التخصصات
  • التعرف على الجامعات التي تتسم بالمرونة سواء في الدراسة أو عند تحويل التخصصات
  • يمكنك استشارة أحد المرشدين الأكاديميين لمساعدتك في اختيار تخصصك الجامعي حين يكون الأمر ضبابي بالنسبة إليك ليكتشف نقاط قوتك ومهاراتك
  • يمكن إجراء اختبارات القدرات الشخصية أو ما يعرف باسم Aptitude Tests لمساعدتك في معرفة ميولك وقدراتك واهتماماتك
  • يفضل اختيار التخصص الذي يتيح لك لك العديد من الخيارات في المستقبل، فعلى سبيل المثال لن تيتح لك كلية الطب سوى العمل كطبيب ولكن التخصص الذي يتعلق باللغة يتيحلك العمل بالتدريس أو الترجمة أو التدريب وغيرها من المجالات