هل يجوز تأخير صلاة العشاء إلى منتصف الليل ، قد يسأل العبد المسلم أحياناً عن حكم تأخير بعض صلاته لانشغاله ببعض الأمور، وذلك من حرصه على إقامة الصلاة في وقتها ومع ذلك قد يطرأ عليه طارئ يؤخر الصلاة، ولهذا يستجاب حكم دخول وقت صلاة العشاء، ثم يُعلم هل يجوز تأخير صلاة العشاء إلى نصف الليل، وما إذا كان من المستحسن تأخيره إلى ما بعد وقته وما إلى ذلك في هذه المقالة.

وقت صلاة العشاء

يبدأ وقت صلاة العشاء بزوال الشفق الأحمر بعد غروب الشمس، وينتهي عند منتصف الليل، وذلك بإجماع الفقهاء الأربعة، وعليه، فلو زوال الاحمرار من الأفق، انقضى وقت صلاة المغرب، تم إدخال وقت صلاة العشاء حسب الأقوال الصحيحة، وقد يختلف ذلك باختلاف البلدان، ولذلك تم إنشاء التقويم لتحديد الأوقات بالساعة حتى يتمكن العبد المسلم من إتمام صلاته بدقة وبكل سهولة، فييسر في ذلك يعينه على أداء الصلاة في وقتها، ما لم يحدث طارئ، وتأخر العبد في صلاته، كم يُعرف في السطور التالية.

هل يجوز تأخير صلاة العشاء إلى منتصف الليل

ويجوز تأخير صلاة العشاء إلى نصف الليل، ويدل على ذلك حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن – رضي الله عنه – أنه قال ” لم يأبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض تأخير صلاة العشاء وصلاة الفجر، قبلها ولم يتكلم بعدها. قال شوبة ثم لقيته مرة أخرى، فقال أو ثلث الليل، ودليل حديث عبد الله بن عمر، حيث قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلاة العشاء، حتى بعد منتصف الليل كما فعل نبينا الكريم.

يستحب تأخير صلاة العشاء

وقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه يستحب تأخير صلاة العشاء للرجال والنساء، حيث قال صلى الله عليه وسلم ثم ذهب. فخرجوا وصلىوا، وقالوا حان وقته لولا ما أصعب الأمر على أمتي، وفي حديث عبد الرزاق لولا أن يتألم، ولا حرج في حكم المسلم، انتظار الصلاة، والقيام بها، والقيام في صلاة الليل، ولو ركعتان، وإن كان تأخيرها مشقة. وعليه أن يثبتها في الوقت المحدد وأن يسرع بها حتى لا يمر وقتها لأسباب مختلفة ؛ حيث روى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “قدم الحجاج فصولنا جابر بن عبد الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالحجارة، السن والشمس طاهرة، المغرب إذا فرض، وأحيانًا العشاء، إذا رأيتهم متجمعين على عجل، وإذا رأيتهم فاجعله بطيئًا “. لذلك يرى العبد حال نفسه، فإذا أراد أن ينال أعظم الثواب، وأن يستغل ليلته بالقيام، فليتأخر عن وقتها، مع العلم أن الصلاة واجبة في وقتها، ولكن العشاء، استبعده رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى يستغل ليلته بالصلاة وذكر بالدعاء.

ما حكم تأخير صلاة العشاء إلى الفجر

وبعد علمنا بجواز تأخير صلاة العشاء إلى نصف الليل، قد يؤخرها البعض إلى ما قبل الفجر، وقد ينام البعض ويستيقظ مع طلوع الفجر. لكنه لم يقدر على ذلك، ونام حتى أفاق عند أول آذان الفجر، فيعذر في ذلك، وعليه الإسراع في الوضوء، وأداء الصلاة قبل الأذان الثاني من الفجر. ينتهي وقت العشاء نهائياً، وبعد ذلك يبدأ وقت الفجر وشروق الشمس، لأنه مع أول دعوة للفجر لا يخرج وقت صلاة العشاء، لأن طلوع الفجر غير مفسّر، ولكن حكمة الآذان الأول أن يرجع إلى القائم ويوقظ النائم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من تعمد تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل بغير عذر فلا يجب عليه، وعلى العبد المسلم أن يحرص على عدم النوم حتى صلاة العشاء، وإذا نام فعليه الحرص على أخذ أسباب الاستيقاظ قبل ذلك. منتصف الليل، لأداء صلاة العشاء وعدم تفويتها.

كيف يمكنك حساب منتصف الليل

ذكرنا أنه يجوز ويستحب تأخير صلاة العشاء إلى نصف الليل، ولكن إذا نظرنا في الأمر نرى أنه يجب معرفة حساب منتصف الليل. وذلك لكي يؤديها العبد المسلم ولا يؤخرها بأكثر من النصف بغير عذر، ولهذا نقول كيف نعرف نصف الليل الذي يخرج فيه وقت صلاة العشاء، وعلى حسب أقوال بعض العلماء أن الليل يبدأ عند غروب الشمس وينتهي بالفجر، ووسط الليل نصفه. ونعطي المثال التالي للتوضيح فنقول إذا غربت الشمس مثلا الساعة السادسة مساءا وطلعت في السادسة صباحا، يكون منتصف الليل عند الثانية عشرة صباحا، و وعليه فإن آخر الوقت المحدد لصلاة العشاء في تلك الفترة هو الساعة الثانية عشرة وهكذا دواليك، وبهذه الشرح طريقة نكون قد عرفنا نصف الليل وثلثه وثلثيه، أي الثلث الأول. من الليل – بافتراض المثال السابق – ينتهي عند الساعة العاشرة والثالث الثاني من الحادية عشرة إلى الثانية بعد منتصف الليل، والثلث الأخير من الليل يبدأ من الثالثة إلى السادسة وهو وقت الفجر كما في المثال السابق، ونقيس حسب كل دولة ووقت صلاتها.