من هم أول من استخدم الغازات السامة في الحروب، تعتبر الغازات السامة من أكثر الأسلحة فتكًا بالبشرية في العالم، حيث تم استخدامها في الحرب العالمية الأولى، وأودت بحياة عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين. الغازات السامة المستخدمة في الحرب العالمية الأولى.

استخدام الغازات السامة في الحرب

تعتبر الغازات السامة من أفظع أسلحة الإبادة البشرية والمحظورة دولياً، وهي أسلحة كيماوية أو بيولوجية، وتعتبر من الأسلحة المحظورة دولياً بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، لما لها من إبادة على الإنسان. وكان أول من استخدمها على نطاق واسع هو الألماني أدولف هتلر بإطلاقه غاز الكلور السام للجنود الفرنسيين، مما تسبب في خسائر فادحة في الأرواح البشرية.

من هم أول من استخدم الغازات السامة في الحروب

كان الجيش الألماني بقيادة أدولف هتلر أول من استخدم الغازات السامة في الحروب، في 22 أبريل 1915، فوجئ الجنود الفرنسيون بخيمة من الضباب الأخضر فوق ساحة المعركة شمال إبرس في بلجيكا، مما أدى إلى اختناقهم. حوالي 5000 ألف جندي فرنسي، وكان ذلك أول استخدام للأسلحة الكيماوية السامة على الجبهة الغربية في الحرب العالمية الأولى، حيث شهدت الحرب العالمية الأولى أول استخدام للأسلحة الكيماوية الحديثة في ساحات المعارك، من قبل الجيش الألماني، والتي بلغت 168 أطنانًا من غاز الكلور في معركة إبرس، وكان الهدف منه إجبار الجنود الفرنسيين على مغادرة مواقعهم بعد التقيؤ والاختناق والحروق الناجمة عن غاز الكلور، اضطر جنود الحلفاء إلى ارتداء أقنعة الغاز. إلى شبح آلي من البشرية، وفي هذه الحالة تسببت في الحرب العالمية الأولى.

الحرب العالمية الأولى

إنها الحرب المسماة “الحرب العظمى”، وهي الحرب التي اندلعت في 28 يوليو 1914، وانتهت في 11 نوفمبر 1918، وجمعت القوى الاقتصادية العظمى في تحالفين متعارضين، وهما/

  • قوات الحلفاء أو الوفاق الثلاثي “المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا، والجمهورية الفرنسية الثالثة، والإمبراطورية الروسية.”
  • في المقابل، كانت القوى المركزية هي الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والإمبراطورية العثمانية ومملكة بلغاريا.

شارك في الحرب أكثر من سبعين مليون عسكري، بينهم 60 مليون أوروبي، قتل فيها أكثر من 9 ملايين مقاتل، و 7 ملايين مدني، وتعتبر الحرب العالمية الأولى عاملاً رئيسياً في عدد من الإبادة الجماعية والإنفلونزا الإسبانية في عام 1918 الذي تسبب في مقتل البعض يتراوح بين 50 إلى 100 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وأدت الحرب إلى زيادة معدل الخسائر العسكرية، وتعتبر هذه الحرب من أعنف الصراعات في التاريخ، وكان لها دور أساسي في التغييرات السياسية التي شملت ثورتي 1917 و 1923 في عدد من البلدان المشتركة.

مراحل تطور الغازات السامة

تسبب استخدام الألمان لغاز الكلور في تسابق الدول على إنتاج سلاح كيميائي، بالتعاون مع القادة والعسكريين والعلماء، من أجل تطوير المزيد من الأسلحة الفتاكة، وسرعان ما طور الباحثون الفرنسيون غاز “الفوسجين” بدمج رائحة ” مخنوقة “وجعلها قادرة على الاختناق لساعات طويلة بعد استنشاقها.

الغازات السامة المستخدمة في الحرب

تم استخدام أنواع عديدة من الغازات السامة، حيث كانت دول الحرب العالمية الأولى تتنافس على الغاز الأكثر فتكًا، مما سيؤدي إلى أكبر عدد من الضحايا، على أمل الفوز في الحرب، لكنهم فقدوا إنسانيتهم. سنبين لك في السطور التالية أنواع الغازات السامة التي استخدمت في الحروب/

الغاز الأسوأ والأكثر فتكا

الغاز الأكثر سوادًا على الإطلاق هو غاز الخردل ويسمى “كبريتيد الخردل”، وهو بخار زيت استخدمه الألمان لأول مرة في يوليو 1917 في الحرب العالمية الأولى في إبرس. يخترق الملابس ويسبب حروقًا شديدة. إنه عديم الرائحة ويسري مفعوله بعد 12 يومًا من دخوله إلى الجسم. يؤكد بعض الأطباء أن غاز الخردل لم يكن مميتًا، لكن تأثير حروقه كان طويلًا وتطلب فترة علاج طويلة، بينما قال سبايرز، مؤلف كتاب “تاريخ الأسلحة الكيميائية والبيولوجية”، إن غاز الخردل أبطأ كل شيء.، ومن الضروري تطهير العديد من المناطق قبل محاولة دخولها مرة أخرى.

غاز كبريتيد الهيدروجين

هو غاز له رائحة فاسدة قوية شبيهة برائحة البيض الفاسد، ويؤدي إلى فقدان حاسة الشم إذا تعرض الإنسان لها بشكل مستمر، ويعتمد على منع استبدال الأكسجين بالخلايا التي تؤدي إلى الاختناق. ثم الموت.

غاز أول أكسيد الكربون

يتكون هذا الغاز من احتراق المواد التي تحتوي على نسبة عالية من الكربون مثل الخشب، ويعمل على ملذات التبادل مع الأكسجين في خلايا الجسم مما يؤدي إلى الاختناق ثم الموت.

غاز الكلور

يطلق عليه غاز الكلور، وهو من أخطر الغازات السامة التي استخدمها الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى، حيث يؤثر على الجهاز التنفسي، ثم الاختناق، ثم الموت البطيء.

غاز الفوسجين

غاز الفوسجين أخطر من غاز الكلور، إذ إن استعمال كمية قليلة منه ضد العدو يفقد قدرته على القتال تماماً ويموت بعد يومين من استنشاقه للغاز، استخدمت بعض البلدان مزيجًا من الكلور والفوسجين، وأطلق عليه اسم “النجم الأبيض”.

غاز الأعاصير

وهي من الغازات السامة التي استخدمها الجيش الإيطالي في حربه ضد إثيوبيا عام 1935، واستخدمتها اليابان ضد الصين عام 1941.

حصيلة قتلى الغاز في الحروب

قتل 90 ألف شخص بالقنابل الغازية وأصيب نحو مليون ونصف، وغالبًا ما سقطت الغازات السامة في الأراضي التي أطلقوها/

بالمقارنة مع 9 ملايين جندي قتلوا في الحرب العالمية الأولى، فإن هذا عدد قليل، لكن الخوف من الأسلحة الكيميائية أصبح رمزًا لعصر جديد مروع في الحرب الحديثة.

كتبت الممرضة البريطانية فيرا بريتن “ممرضة في الحرب العالمية” في كتاب مذكراتها “شهادة الشباب” عن الغازات السامة وقالت “أتمنى أن يرى من يتحدثون عن المضي قدما في هذه الحروب مهما كان الثمن ما يعانيه الجنود، نتيجة التسمم بغاز الخردل، تقرحات كبيرة بلون الخردل، أعمى، تلتصق ببعضها البعض وتتنفس بصعوبة، وأصواتهم بالكاد تسمع، ويشعرون بأن حناجرهم تغلق وهم يعرفون أنهم سيختنقون.

حظر استخدام الأسلحة الكيماوية

بعد انتهاء الحرب، اتجه المسؤولون إلى حظر استخدام الأسلحة الكيماوية في الحروب والتوقيع على بروتوكول جنيف لعام 1925، والذي لم يحدد آلية لمراقبة أو المعاقبة على استخدامها، حيث ترك استخدام الأسلحة تأثيرًا نفسيًا كبيرًا على تلك الأسلحة التقليدية. لم يتم استخدام الأسلحة، وعلى الرغم من أن استخدامها لم يتوقف، إلا أن الغازات السامة لم تستخدم على نطاق واسع إلا في الحرب العالمية الأولى.