هل ذبح الأضحية في الليل جائز ، كغيرها من العبادات، أوقاتها الخاصة، فيحظى بالحديث عن جواز ذبح الأضحية بالليل، وبدء الذبح في عيد الأضحى، وانتهائه، وعنه أفضل وقت للذبح، وحكم الذبح.

هل ذبح الأضحية في الليل جائز

يجوز أن يضحي بالليل، وهو مذهب الحنفية والشافعية ورأي الحنابلة واختيار ابن حزم والصنعاني والشوكاني ابن عثيمين، وتستعمل الأيام في وصف الليالي، والدليل على ذلك من السنة عن جبير بن معتيم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ذبحت كل أيام التشريق، وذكر الأيام في الحديث، حتى لو دلت على أن الليالي خرجت بمفهوم العنوان، لكن التعبير بالأيام. عن مجموع الأيام والليالي، والعكس مشهور ومتداول بين أهل اللغة، ويكاد لا يتبادر إلى الذهن شيء آخر عند إطلاقه، والليل هو الوقت الذي يصح فيه إلقاء الحجارة، وهي تدخل في مدة الذبح، فيجوز فيها كالأيام، وقد أباح الله الذبح في أي وقت، وقول أنه مكروه يحتاج إلى دليل.

بدء وقت الذبح يوم عيد الأضحى

ويبدأ وقت النحر بعد صلاة العيد، وهو مذهب الحنفية والحنابلة، واختاره الطحاوي والشوكاني وابن عثيمين، أول ما نبدأ من هذا اليوم أن نصلي، ثم نعود ونضحي، فمن فعل هذا خالف سنتنا، ومن ضحى فهو لحوم يقدمه لأهله خادم رضي الله عنه له، صلى الله عليه وسلم ذبيحة يوم، إذا كان الناس قد ذبحوا ضحاياهم قبل الصلاة، وعندما خرج رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنهم ذبحوا قبل الصلاة، فقال من الذبح قبل الصلاة، فليفبة مكان آخر، لم تذبح حتى صلينا فليفبه على اسم الله، وعن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ” من يذبح قبل الصلاة فليفعلها “، وهذه مذهب الحنابلة، واختارها ابن عثيمين، وذلك لعدم اعتبار الصلاة في حقهم، فيجب النظر فيها.

انتهاء وقت الذبح في يوم عيد الأضحى

اختلف الفقهاء في انقضاء وقت الذبح يوم عيد الأضحى على قولين

  • القول الأول ينتهي الذبح في عيد الأضحى في آخر الثاني عشر من ذي الحجة، فأيام النحر ثلاثة يوم العيد وأول يومين من أيام التشريق. نهى الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الهدي بعد ثلاثة أيام. نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل لحم الأضاحي لأكثر من ثلاثة أيام، ولو كان اليوم الرابع يوم الذبح لكانت الذبح تحل في وقت الأكل. نهي عنه، وقد ورد عن الصحابة رضي الله عنهم تخصيصه للعيد وبعده بيومين منهم عمر وعلي وابن عمر وابن عباس وأبو هريرة وأنس رضي الله عنه. لهم، ولا يعرف أحد من الصحابة يناقضهم. فلو كانت أيام النحر هي أيام التشريق لما فرق بينها، وذكر أحد العددين هو الآخر.
  • القول الثاني تنتهي المذبحة في عيد الأضحى بنهاية اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، أي يبقى وقت النحر إلى آخر أيام التشريق وهي المذهب الشافعي. ومذهب الحنابلة، وهو قول جماعة السلف، اختاره ابن تيمية وابن القيم والشوكاني وابن باز. وعن ابن عثيمين عن جبير بن مطم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “يذبح كل من منى وكل يوم. من التشريق يذبح “. والحديث نص يشير إلى أن كل أيام منى هي أيام ذبيحة، وعلى أمر نبيشة الهذلي رضي الله عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أيام التشريق أيام الأكل والشرب وذكر الله عز وجل”. إنهم إخوة في هذه الأحكام، فكيف يختلفون في جواز الذبح بغير نص أو إجماع!.

ما أفضل وقت للذبح

أفضل وقت للذبح هو بعد صلاة العيد مباشرة، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم أول ما يأكله يوم العيد من أضحيته، والشافعية والحنابلة لمبادرة فعل الخير، والخروج من الخلاف، ولأن الله تعالى قد أضاف عباده في هذه الأيام إلى لحوم الأضاحي، فكانت الأضحية في أول الأمر، الوقت من باب سرعة الاستجابة لكرم الله تعالى.

ما حكم ذبح الأضحية

اختلف الفقهاء في حكم الأضحية على قسمين.

القول الأول

وهي سنة مؤكدة، وهي قول الشافعية والحنابلة، والراجح عند المالكية، وقد قالها أبو بكر وعمر وبلال رضي الله عنهم من الصحابة وسعيد بن المسيب وعطاء وغيرهم من التابعين، واستدلوا بأدلة كثيرة، كقول النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لو أتيت العشر، وكان أحدكم يريد التضحية، فلا يلمس شعره أو جلده “، لذلك جعل الحديث الأمر مفوضًا للوصية.

قيل إنها سنة العين. فلا تجزئ الأضحية الواحدة عن العبد أو أهله أو غيرهم، وهذا قول أبي يوسف، ومنهم من يقول إنه حكم سنة، من ضحى عن نفسه وأهل بيته يسقط الطلب عن من يخالفه، ومنهم من جعلها سنة فردية في حق الفرد، وسنة كافية في حق أهل البيت، وهو مذهب الشافعية والحنابلة، وقد استشهدوا بأفعال الصحابة الكرام دون إنكار عن النبي صلى الله عليه وسلم عليهم، ومضى المالكية يقول يكره من تركها رغم قدرته.

القول الثاني

تجب على الأصحاء مرة واحدة في كل سنة إلا لحاج منى وهو قول أبي حنيفة، وقد ورد عن الموردي وجوب المقيم فقط، وذكروا، وأدلة كثيرة على ذلك، مثل قوله تعالى وضرورة مطلقة، وكلام الجندب بن عبد الله رضي الله عنه “الأضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد فرغ من صلاته مع القوم الذين ينظرون إلى الخراف وقد ذبحوا، فقال من الذبح قبل الصلاة، فليفبه مكان الغنم، ولم يذبح ثم فليذبح باسم الله “، وفيه أمر بإعادة الذبح لمن ضح قبل الصلاة، وهذا دليل على وجوبها.