من هو النبي الذي ما رآه أحد إلا أحبه ، سؤال يجيب عليه مقال اليوم. المسلم الذي يبحث ويتعلم عن الأنبياء وصفاتهم وحياتهم، فهذه مسألة إيمان في جميع الرسل – عليهم الصلاة والسلام – حيث يذكر القرآن الكريم قصص وأسماء كثير من الأنبياء والمرسلين، الذين لم يكونوا الله – سبحانه – ذكرهم في كتابه العزيز وأخبرنا بأرقامهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في سنته، ولأهمية الإيمان بكل شيء، إن الرسل، وهو ركن من أركان الإيمان، يجيب على سؤال معلومات عن النبي الذي لم يره أحد بل أحبه.

عن الأنبياء والرسل

قبل أن يجيب المقال على سؤال معلومات عن النبي الذي لم يره أحد إلا أحبه، سيتناول تعريف الأنبياء والمرسلين، فقد جعل الله سبحانه وتعالى في كل أمة رسولًا لهم يدعوهم، إلى الله وهديهم الصراط المستقيم إلى نور الهدى، وتحذيرهم من الضلال والوثنية، وقد جعل الله الرسل تواليًا، فتبع الرسول الرسول، ولم يترك أمة من بين الأمم إلا بإرسال رسول إليها، يقول الله في كتابه الحكيم {حقًا أرسلناكم، بالحقيقة حاملاً للبشارة والمنذرۚ وهناك نذير لها.} ولم يسم القرآن جميع الأنبياء والمرسلين بل خص أحدهم دون الآخر، الأنبياء المذكورون في القرآن هم آدم، إدريس، نوح، هود، صالح، إبراهيم، لوط، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، يونس، داود، سليمان، إلياس، عيسى، زكريا ويحيى وعيسى وخاتمهم رسول الله، رحمهم الله أجمعين – واختلف أهل العلم، كما ورد في أعدادهم، فقد تعددت الروايات في أعدادهم.

من هو النبي الذي ما رآه أحد إلا أحبه

والنبي الذي لم يره أحد إلا أحبه هو نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم، لأن الله أرسل موسى – صلى الله عليه وسلم – إلى معظم الناس الذين كرهوا الحق وابتعدوا عنه، كما رأى فرعون بني إسرائيل يزدادون ويمتلكون، وسمع نبوءة كانوا يتداولونها بينهم مفادها أن رجلاً من بني بني إسرائيل سيطيح بفرعون عن عرشه، فاشتدت كراهيته لهم، فأمر بتحريمه، ولادة لبني إسرائيل وأمر بقتل كل مولود منهم، فحبلت والدة موسى بموسى في السنة التي قتل فيها الصبيان، فكانت تخشى قتله، فألهمها الله تعالى أن تضعه في صندوق وترميه في النهر. وألقى الله حبه في قلبها فحملته إلى فرعون فأمر على الفور بقتله، لكن زوجته أصرت على أن يسمح لها بتربيته فخلصه الله لأنه ألقى حبه في قلوب من رأوه، له وذلك من حكمة الله تعالى.

وأعطيتك الحب مني

نبي الله موسى – صلى الله عليه وسلم – هو جواب السؤال المطروح معلومات عن النبي الذي لم يره أحد إلا أحبه ذكرت قصة موسى – صلى الله عليه وسلم – في القرآن الكريم، فقد كشف الله عن حبه لموسى رآه احبه وجله تعالى في كتابه الحكيم في سورة طه {ان اقظفر في التابوت قال فاقزفر في البحر فلالغاة مؤلم الساحل ياخذني عدو وعدو له ويلقي به، أنت تحبني وتجعل عيني}، ومعنى الآية كما جاءت في تفسيرها من أهل العلم أي أنزلت عليك الحب مني إن أحببتك وجعلت من يراك يحبك، فأحببتك زوجة فرعون، وأحبك فرعون، وأخذك ابنًا له، وأحبك أهله وحاشيته، وسهل هذا الأمر عليك أن تكبر وتنشأ في بيت فرعون برعايتي وحفظًا، وبهذا يخاطب الله نبيه موسى. الله سبحانه وتعالى حفظه ورحمه وصد كل مكروه، وكان هو الذي رتب له الأمر، وكان من حسن تدبيره أن لما سقط موسى عليه السلام في أيدي حاشية فرعون، رفض كل الحضانات، وأراد الله أن يلين أمه ويهدئ من خوفه، سلمتها إلى ابنها، حتى جنى المال من رضعته. ولم يقبل ثديًا إلا لأمه.

عن نبي الله موسى عليه السلام

نشأ نبي الله موسى – صلى الله عليه وسلم – في بيت فرعون ونشأ في قصره ونشأ في أحسن الظروف وتحت رعاية أقوى ملك على وجه الأرض في ذلك الوقت برعاية وإرادة، وعلم موسى أنه ليس ابن فرعون وأنه من بني إسرائيل، ورأى كيف يضطهد فرعون شعبه ذات مرة، صادف رجلاً من جنود فرعون يقاتل مع رجل من بني إسرائيل. بني اسرائيل فدفعه بيده وقتله بغير قصد. وصل خبره إلى أهل فرعون، فغادر موسى مصر خوفًا من أن يقتله فرعون وجنوده، واتجه نحو مدين، حتى وصل إلى الشجرة واحتمي في ظلها، مستريحًا من مشقة السفر، قوم يسقي ماشيتهم، ولاحظ فتاتان تقفان جانباً مع بعض الغنم، فسألهم عن حالهم، فعلم أنهم ينتظرون الناس ليروا حيواناتهم من بعدهم، لأنهم لا يستطيعون حشد الرجال، وأخبروه أن والدهم كان شيخًا لا يستطيع القيام بهذا العمل، فسقىهم موسى، وعادت الفتاتان إلى أبيهما، ويقال إنه نبي الله شعيب، وأخبرته عن موسى، فأخبرته بذلك. أرسل أحدهم ليطلب منه، وعرض عليه أن يتزوجه من إحدى بناته مقابل أن يعمل لديه لمدة ثماني سنوات.

معلومات عامة عن كليم الله ولماذا سمي بهذا الاسم

بعد توضيح معلومات عن النبي الذي لم يره أحد إلا أحبه مثل موسى – صلى الله عليه وسلم – لا بد من الخوض في شرح معلومات عن رجل دين الله وما سبب دعوته بهذا الاسم في طريق العودة إلى نبي الله موسى، من مدين إلى مصر، أظلم العالم، واشتد المطر والرياح والبرق والرعد، وساد الظلام. ورأى في الظلام نارا كبيرة مشتعلة، فبشر أهله بالخير، وأمرهم أن ينتظروه، لعله سيأتي من النار بشعلة أو يجد أخبارا ممن يطلعهم على الطريق. ثم شجرة خضراء تنمو أكثر اخضرارًا، وكلما زادت النار، وكانت في مكان الرهبة والهيبة وخوف الله كثيرًا، دعاه الله تكلم معه وكلمة تكليم بلا حجاب أو سمسار، فيقول {كما وقال انه رأى حريقًا لعائلته تباطأ أنا عوضًا عن إطلاق النار على علي أتي إليك، بما في ذلك بقبس أو العثور على النار هي الهداية. * فلما جاء إليها دعي يا موسى. إني أنا ربك، فخلع نعليك، لأنك في وادي الرب.}

سجد موسى وهو يرتجف ويرتجف، ثم وهبه الله آياته وأوكله برسالته، وأرسله إلى فرعون وقومه ليدعوهم إلى الحق، أنقذه موسى وأخوه هارون منه، وتمكن موسى من الخروج مع بني إسرائيل وإنقاذهم من ظلم فرعون وجنوده، بعدما رفضوا دعوته إلى الله لهم، والله سبحانه وتعالى، هو الذي غرق فرعون ومن معه في البحر بعد أن عبره موسى ومن آمن من بني إسرائيل، وكان اسمه موسى – صلى الله عليه وسلم – محاور الله، لأن الله تعالى خصه من بين جميع الأنبياء والمرسلين.