من هو النبي الذي يعرف لغة الطير ، وهل كان يعرف لغات كائنات أخرى، وما هي قصته مع النمل والهدهد والخيل، وما هي المعجزات الأخرى التي أعطاه الله إياها، وما قصته مع الجن ولماذا أخفى الله موته عنهم، وما هي الصفات القيادية التي اتصف بها، ومعلومات أخرى كثيرة، يبينها لكم في هذا المقال، بالإضافة إلى الآيات الكريمة التي تحدثت عنه.

من هو النبي الذي يعرف لغة الطير

إن النبي الذي يعرف لغة الطير هو نبي الله سليمان عليه السلام، فقد أنعم الله عليه يأن علمه منطق الطير، فكان يستطيع محادثة الطيور وفهم كلامهم، قال تعالى {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}، وكذلك فقد سخر له الكثير من المخلوقات، فكان جيشه مكونًا من الجن والانس والطيور، قال تعالى {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}، وسخر الله له الريح فجعلها تمشي وتتحرك بأمره، وأيده بكثير من المعجزات الأخرى، وأعطاه ملكًا لم يعطه لأحد غيره.

عن النبي سليمان عليه السلام

بعد أن عرفنا معلومات عن النبي الذي يعرف لغة الطير، سنتحدث عن معلومات عنه، هو سليمان بن داود -عليهما السلام- أحد أنبياء بني إسرائيل، يرجع نسبه إلى يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وقد رزقه الله النبوة والملك، وأعطاه ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده، فكان ملكه واسعًا وسلطانه عظيمًا، وقد ورث الملك والنبوة عن والده داود عليه السلام، وقد عرف سليمان عليه السلام، بعلمه وحكمته، وقدرته العظيمة على القيادة وخبرته الكبيرة، وهذا كله قد آتاه إياه الله تعالى في سن صغير، ففضله على الكثير من عباده، كذلك كان يتفقد رعيته صغيرها وكبيرها، قويها وضعيفها، غنيها وفقيرها، وكان يقدم المساعدات للمحتاجين، و كذلك ذكر حكمه بالعدل والقسط بين الناس وشعوره بالمسؤولية تجاه رعيته.

حول دعوة سليمان عليه السلام لقومه

أرسل الله تعالى سليمان بن داوود عليهما السلام، ليكون نبيًا لبني إسرائيل، وقد أعطاه الله تعالى قدرات عظيمة وأيده بالكثير من المعجزات، قال تعالى على لسان سليمان حين دعاه {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}، فاستجاب له الله تعالى ومد نفوذه ووسع حكمه في الأرض، وذلك ليعينه على الحكم والدعوة لدين التوحيد، فكان من أعظم وأخير الحكام الذين حكموا الأر ض بالقسط والعدل، فدعا قومه إلى توحيد الله تعالى، وعبادته دون غيره، وأنذرهم من الكفر به أو الإشراك به، وأنذرهم من العذاب الشديد الذي تجلبه المعاصي والآثام، كذلك بشرهم بالجنة يوم القيامة لمن اتبع الهدى واتبع طريق الحق، فآمن به قومه وصدقوه واتبعوه، كما اتبعوا أباه داوود عليه السلام من قبل، وانصاعوا لأمره لما رأوا من قوته، وعظمة قدراته التي آتاه الله تعالى إياها.

من صفات النبي سليمان القيادية

فمن صفات سليمان -عليه السلام- القيادية التي جاء ذكرها في القرآن العظيم

  • كان سليمان عبدًا أوابًا مطيعًا لله تعالى فقد كان كثير الطاعة والصلاة، ويرجع إلى الله تعالى في أمره وعبادته ودينه.
  • كان كثير التفقد لرعيته وجنوده ودائم السؤال عن حالهم، ليعرف من المحتاج أو المقصر بينهم، فمن مهام القائد أن يتابع ويتفقد رعيته، فضلًا عن جنوده.
  • الشعور بالمسؤولية عن هداية الآخرين وهي صفة من صفات القائد الإيجابي، ومن خلال الموقع الرسمي كتب نبي الله سليمان عليه السلام إلى بلقيس وقومها كتابًا يدعوهم فيه للدخول في الإسلام.
  • المحاسبة من صلاحيات القائد الإيجابي أنه يحاسب من بمعيته، ومن هذا المبدأ بين نبي الله سليمان عليه السلام أنه سيحاسب ويعاقب الهدهد إذا ثبت تقصيره.
  • النفوذ الواسع وهب الله تعالى سليمان نفوذ كبير وملك واسع، فسخر له الريح، وسخر له الشياطين يعملون له ما شاء، وعلمه منطق الطير، وفضله على كثير من عباده المؤمنين، آتاه ملكًا عظيمًا لا ينبغي لأحد من بعده في عظمته، وخوله فيما أعطاه بالعطاء أو المنع أو التصرف من غير حساب.
  • رفض الرشوة وهنا ينبغي للقائد أن يميز جيدًا بين الرشوة وبين الهدية، فقد رفض النبي سليمان عليه السلام ما أرسلته الملكة بلقيس، لتثنيه عن قراره حين دعاهم للإسلام.
  • مواكبة التطور العلمي واستثماره ومن ذلك أن سليمان عليه السلام استغل العلم في صناعة الزجاج، واستثمر ذلك في إبهار بلقيس من أجل هدايتها.
  • فهم لغات الرعية وإن اختلفت فالقائد الإيجابي يحتاج لأن يتكلم بلغة رعيته، فكما ذكرنا أن سليمان هو النبي الذي يعرف لغة الطير ولغات الحيوانات والحشرات وغيرها، لأنها كانت من رعاياه وتعمل تحت أمره.
  • الشكر فكان نبي الله سليمان -عليه السلام- يعلم أن الشكر صفة ينبغي أن تلازم القائد الإيجابي، فكان عليه السلام ما إن يرى نعمة من الله جل جلاله حتى يبادر بالشكر لله جل جلاله.

أهم قصص النبي سليمان مع الحيوانات

بعد أن عرفنا معلومات عن النبي الذي يعرف لغة الطير، سنتحدث عن قصصه مع الحيوانات، فقد كان النبي سليمان -عليه السلام- على علم بمنطق الحيوانات ولغتها، وقد من الله عليه بأن جعل له قدرة على فهم أحاديثها وكلامها، وورد عدد من القصص التي حدثت مع النبي سليمان وبعض الحيوانات، وفيما يلي ذكر بعضها

قصته مع النملة

خرج النبي سليمان في جيش له كان فيه الكثير من الأنس والجن والطير الذي يسير فوقهم ليستظلوا به، حتى إذا بلغوا وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يهلكنَّكم سليمان وجنوده، وهم لا يعلمون بذلك، فتبسم ضاحكًا مِن قول هذه النملة لفهمها واهتدائها إلى تحذير النمل، واستشعر نعمة الله عليه، فتوجَّه إليه داعيًا ربِّ ألْهِمْني، ووفقني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديَّ، وأن أعمل عملًا صالحًا ترضاه مني، وأدخلني برحمتك في نعيم جنتك مع عبادك الصالحين الذين ارتضيت أعمالهم، وقد ورد ذلك في قوله تعالى {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}.

قصته مع الهدهد

ذكرنا سابقًا أن سليمان -عليه السلام- هو النبي الذي يعرف لغة الطير، فتفقد سليمان حال الطير المسخرة له وحال ما غاب منها، وكان عنده هدهد متميز معروف فلم يجده، فقال ما لي لا أرى الهدهد الذي أعهده أستره ساتر عني، أم أنه كان من الغائبين عني، فلم أره لغيبته فلما ظهر أنه غائب قال لأعذبن هذا الهدهد عذابًا شديدًا لغيابه تأديبًا له، أو لأذبحنه عقوبة على ما فعل، حيث أخل بما سخر له، أو ليأتيني بحجة ظاهرة فيها عذر لغيبته، وقد ورد ذلك في قوله تعالى {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}،

فمكث الهدهد زمنًا غير بعيد ثم حضر، فعاتبه سليمان على مغيبه وتخلفه، فقال له الهدهد علمت ما لم تعلمه من الأمر على وجه الإحاطة، وجئتك من مدينة سبأ بخبر خطير الشأن، وأنا على يقين منه، إني وجدت امرأةً تحكم أهل سبأ، وأوتيت من كل شيء من أسباب الدنيا، وجدتُها هي وقومها يعبدون الشمس معرضين عن عبادة الله، قال سليمان للهدهد سنتأمل فيما جئتنا به من الخبر أصدقت في ذلك أم كنت من الكاذبين فيه اذهب بكتابي هذا إلى أهل سبأ فأعطهم إياه، ثم تنح عنهم قريبًا منهم بحيث تسمع كلامهم، فتأمل ما يتردد بينهم من الكلام، ذهب الهدهد وألقى الكتاب إلى الملكة فقرأته، فجمعت أشراف قومها، وسمعها تقول لهم إني وصل إلي كتاب جليل المقدار من شخص عظيم الشأن، ثم بينت ما فيه فقالت إنه من سليمان، وإنه مفتتح بـِ “بسم الله الرحمن الرحيم” ألا تتكبروا ولا تتعاظموا عما دعوتكم إليه، وأقبلوا إلي منقادين لله بالوحدانية والطاعة مسلمين له.

قصته مع الخيل

وهب الله تعالى لنبيه سليمان خيلًا مختلفة عن غيرها من الخيول وقد وردت في قوله تعالى {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}، وجاء في تفسير الصافنات الجياد، أنها خيول تقف على ثلاث قوائم وترفع الرابعة، لنجابتها وخفتها، فما زالت تُعرض عليه حتى غابت الشمس، فقال إنني آثرت حب الخيل عن ذكر ربي حتى غابت الشمس، ردوا علي الخيل التي عرضت من قبل، فردت عليه، فشرع يضرب سيقانها ورقابها بالسيف، تقربًا لله عز وجل، لأنها كانت سبب فوات صلاته. وكان التقرب بذبح الخيل مشروعًا في شريعته.

ما هي قصة سيدنا سليمان مع الجن

كان من نعم الله على سيدنا سليمان عليه السلام، بالإضافة إلى كونه يعرف لغة الطير، أن سخر له من الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه، فكانوا يعملون له ما يشاء من مساجد للعبادة، وصور من نحاس وزجاج، وقِصاع كبيرة كالأحواض التي يجتمع فيها الماء، وقدور ثابتات لا تتحرك من أماكنها لعظمهن، وكان رؤساء الجن سبعة، وكانوا منقادين لسليمان عليه السلام، وكان داود عليه السلام قد أسس بيت المقدس، فلما مات أوصى إلى سليمان بإتمام مسجد بيت المقدس، فأمر سليمان الجن به، فلما دنا أجله قال لأهله لا تخبروهم بموتي حتى يتموا بناء المسجد وكان بقي لإتمامه سنة،

والحكمة من أن الله قد جعل موت سليمان مخفيًا عن الجن هو أن الجن قد زعموا أنهم يعلمون الغيب، فأراد الله أن يظهر جهلهم، وينبه أن الجن لا يعلمون الغيب، وأنهم لو كانوا يعلمون الغيب كما زعموا ما لبثوا العمل الشاق الذي كلفهم به سيدنا سليمان، وما دلهم على موت سليمان -عليه السلام- إلا الأرضة عندما أكلت عصاه التي كان متكئًا عليها، فوقع سليمان على الأرض.

من الآيات التي ذكر فيها سليمان في القرآن الكريم

ورد اسم سليمان عليه السلام في القرآن الكريم في سبع سورٍ، وفي ست عشرة آية، وقد كان هذا الذكر ملازمًا للنعم المترادفة التي أنعم الله عليه وعلى أبيه داوود عليهما السلام

  • {وَٱتَّبَعُوا۟ مَا تَتۡلُوا۟ ٱلشَّیَـٰطِینُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَیۡمَـٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَیۡمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّیَـٰطِینَ كَفَرُوا۟}.
  • {إِنَّاۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ كَمَاۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ نُوحࣲ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَعِیسَىٰ وَأَیُّوبَ وَیُونُسَ وَهَـٰرُونَ وَسُلَیۡمَـٰنَۚ وَءَاتَیۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورࣰا}.
  • {وَوَهَبۡنَا لَهُۥۤ إِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَۚ كُلًّا هَدَیۡنَاۚ وَنُوحًا هَدَیۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَمِن ذُرِّیَّتِهِۦ دَاوُۥدَ وَسُلَیۡمَـٰنَ وَأَیُّوبَ وَیُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَـٰرُونَۚ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ نَجۡزِی ٱلۡمُحۡسِنِینَ}.
  • {وَدَاوُۥدَ وَسُلَیۡمَـٰنَ إِذۡ یَحۡكُمَانِ فِی ٱلۡحَرۡثِ إِذۡ نَفَشَتۡ فِیهِ غَنَمُ ٱلۡقَوۡمِ وَكُنَّا لِحُكۡمِهِمۡ شَـٰهِدِینَ}.
  • {فَفَهَّمۡنَـٰهَا سُلَیۡمَـٰنَۚ وَكُلًّا ءَاتَیۡنَا حُكۡمࣰا وَعِلۡمࣰاۚ وَسَخَّرۡنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلۡجِبَالَ یُسَبِّحۡنَ وَٱلطَّیۡرَۚ وَكُنَّا فَـٰعِلِینَ}.
  • {وَلِسُلَیۡمَـٰنَ ٱلرِّیحَ عَاصِفَةࣰ تَجۡرِی بِأَمۡرِهِۦۤ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِی بَـٰرَكۡنَا فِیهَاۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَیۡءٍ عَـٰلِمِینَ}.
  • {وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا دَاوُۥدَ وَسُلَیۡمَـٰنَ عِلۡمࣰاۖ وَقَالَا ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِیرࣲ مِّنۡ عِبَادِهِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ}.
  • {وَوَرِثَ سُلَیۡمَـٰنُ دَاوُۥدَۖ وَقَالَ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّیۡرِ وَأُوتِینَا مِن كُلِّ شَیۡءٍۖ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡمُبِینُ}.
  • {وَحُشِرَ لِسُلَیۡمَـٰنَ جُنُودُهُۥ مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ وَٱلطَّیۡرِ فَهُمۡ یُوزَعُونَ}.
  • {حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَتَوۡا۟ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمۡلِ قَالَتۡ نَمۡلَةࣱ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُوا۟ مَسَـٰكِنَكُمۡ لَا یَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَیۡمَـٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ}.
  • {إِنَّهُۥ مِن سُلَیۡمَـٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ}.
  • {فَلَمَّا جَاۤءَ سُلَیۡمَـٰنَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالࣲ فَمَاۤ ءَاتَىٰنِۦَ ٱللَّهُ خَیۡرࣱ مِّمَّاۤ ءَاتَىٰكُمۚ بَلۡ أَنتُم بِهَدِیَّتِكُمۡ تَفۡرَحُونَ}.
  • {قِیلَ لَهَا ٱدۡخُلِی ٱلصَّرۡحَۖ فَلَمَّا رَأَتۡهُ حَسِبَتۡهُ لُجَّةࣰ وَكَشَفَتۡ عَن سَاقَیۡهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ صَرۡحࣱ مُّمَرَّدࣱ مِّن قَوَارِیرَۗ قَالَتۡ رَبِّ إِنِّی ظَلَمۡتُ نَفۡسِی وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَیۡمَـٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ}.
  • {وَلِسُلَیۡمَـٰنَ ٱلرِّیحَ غُدُوُّهَا شَهۡرࣱ وَرَوَاحُهَا شَهۡرࣱۖ وَأَسَلۡنَا لَهُۥ عَیۡنَ ٱلۡقِطۡرِۖ وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن یَعۡمَلُ بَیۡنَ یَدَیۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَمَن یَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِیرِ}.
  • {وَوَهَبۡنَا لِدَاوُۥدَ سُلَیۡمَـٰنَۚ نِعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ إِنَّهُۥۤ أَوَّابٌ}.
  • {وَلَقَدۡ فَتَنَّا سُلَیۡمَـٰنَ وَأَلۡقَیۡنَا عَلَىٰ كُرۡسِیِّهِۦ جَسَدࣰا ثُمَّ أَنَابَ}.

أهم معجزات سيدنا سليمان عليه السلام

أيد الله نبيه الذي يعرف لغة الطير بعدد من المعجزات، لم يؤت أحد قبله ولا بعده بمثلها، ومنها ما يأتي

تسخير الريح

يقول الله تعالى {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ}، ويقول تعالى {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ}، ويقول تعالى {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ}، يقول القرطبي كان سليمان -عليه السلام- لا يقعد عن الغزو، فإذا علم قومًا يعادون الله في الأرض أرسل إليهم، واستعد لهم، وسار إليهم غازيًا، تحمله الريح إلى حيث يريد، وكان إذا أراد وجهة ما، أحضر فراشًا، وجعل عليه الناس، والدواب، وآلة الحرب، ثم يأمر الريح فتحمل الجميع إلى حيث يريد، ويروي سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان سليمان إذا جلس نصبت حواليه أربعمائة ألف كرسي، فيجمع الإنس والجن جميعا عليها، وتقلهم الريح حيث يشاء.

تسخير الجن

يقول تعالى {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ}، ويقول تعالى {وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ}، ويقول تعالى {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ، وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ}، سخر الله الجن لسليمان -عليه السلام- يوجههم لما يشاء من الأعمال، وقد أقدره الله عليهم وحكمهم، وأدار شئونهم، وكلفهم بأعمال نافعة، حيث جعل منهم طائفة تبني وتعمر، وتشيد الصروح العالية الرائعة، ومن أعمالهم في فن العمارة، ما أقاموه له من أماكن للعبادة، وهي المحاريب، كما نقشوا له الصور الجميلة على الجدر، وهي التماثيل، وبنوا له الأحواض لحفظ الماء، وهي الجفان، وأنشئوا الأواني، والصوامع الثابتة، وهي القدور الراسيات، كما كلف سليمان طائفة أخرى من الجن بالغوص في الماء لاستخراج اللؤلؤ والمرجان، ومختلف الجواهر واللآلئ.

إسالة النحاس

احتاج سليمان -عليه السلام- إلى مادة يصنع بها السلاح، وبعض الصناعات الأخرى، فأمده الله بها، وخلق له عينًا، يسيل منها النحاس الأصفر، كما يسيل الماء، واستمر سيلان العين ثلاثة أيام، يقول تعالى {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ}، وكان الجن يأخذ النحاس السائل ويشكله كما يريد سليمان، فيجمد، ويصير مصنوعًا جديدًا، مفيدًا.

محادثة ما لم ينطق

علم الله سليمان -عليه السلام- منطق الطير، يقول تعالى {وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ}، وقد فهم سليمان -عليه السلام- كلام من لا يتكلم عمومًا، من طير وحشرات ونبات وجماد، وإنما خص الطير بالذكر، لأنه كان من جنوده، وكان يحتاجه كثيرًا يظله من الشمس بجسمه، ويلطف الهواء بجناحيه، ويحمل البريد، ويأتيه بأخبار المناطق البعيدة، وكان سليمان يبين لقومه أقوال الطيور، لما فيها من حكمة، ومواعظ، وقال جماعة من العلماء إن سليمان -عليه السلام- كان يفهم ما في نفس الطائر من غير صوت.