ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب سبب النزول ، هو ما ستتعامل معه هذه المقالة. ومن يتقي الله يصنع له مخرجا، كما يعرّفنا على تقوى الله تعالى وأهميتها في حياة الإنسان، وما هي فضائلها وثمارها.

مقدمة عن التقوى

قبل الشروع في الحديث عن سبب نزول من يتقي الله، يخرج له، لا بد من تحديد التقوى وأهميتها، وكيف يمكن للإنسان أن يتقي، قال الله تعالى التقوى زيادة، أن يرزق الإنسان بها من الدنيا، بحيث تكون ذخرًا له ومساعدًا في الآخرة يوم الحساب، وهو خير ما يكسبه المسلم من هذه الدنيا فيحفظه، من العذاب الأبدي والعذاب في الآخرة. كلهم عليهم السلام أمروا الناس أن يعبدوا الله تعالى وأن يتزينوا بالتقوى وأن يتزينوا بها، وأن الإنسان تقوى بعمل ما أمر به الله تعالى، وما جاء في السنة النبوية، ورسوله الكريم، وأن يبتعد ويترك كل ما حرم جلالته، فيخشى الخير من مفاسد الدنيا، وفي الآخرة عفاؤه من عذاب أليم، والله أعلم.

ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب سبب النزول

وهذه الآية من الآيات التي تداوي الهموم ومخرجاً من الضيقات والهم والبلاء. كما يحمل أملًا كبيرًا لمن يحمل الهم ويأس قبله، قال الله تعالى في الوحي المحكم {ومن اتقي الله يخرجه} وسبب نزول هذه الآية ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه حيث قال جاء عوف بن مالك الأشجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله أسير العدو ابني وضاقت أمه، فماذا تفعل فمرني قال إني أوصيكم وهي أن تقولوا الكثير لا حول ولا قوة إلا بالله، قالت المرأة نعم كما أمرك. فابتدأوا يتكاثرون منه، ولكن العدو أهمله، فقدم أغنامهم، فجاء بها إلى أبيه، فنزل {ومن اتقى الله جعل له مخرجًا}. [الطلاق: 2] بيت شعر”.

وفي هذا الحديث روايات كثيرة، ومن رواياتها أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال للرجل (اتق الله واصبر)، في تقوى الله تعالى، أسلموا له ما أمره وكتب، وأوكلوا إليه الأمر، ولا تيأسوا من فضله وعطاءه ورحمته، فلا يجوز للمسلم أن ييأس ويئس، ويكون ذلك، قيل إن عوف بن مالك الأشجعي كان يعاني من الفقر والندرة، ولكن بإيمانه وتقواه رزقه الله بغير علم ولا علم، قاد ابنه إليه عندما هرب من السبي غنم العدو وأتى بها إلى والده. هو صاحب الخير والنفع والعطاء، وهو أرحم الرحيم.

شرح وتفسير آية ومن يتقي الله يجعل له مخرجا

ومن يتقي الله سيخرج له ويؤمنه من حيث لا يعتقد أن سبب النزول هو ما تم الحديث عنه سابقًا، أما هنا فسنوضح لكم تفسير هذه الآية العظيمة التي نزلت على النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما أوصى الصحابي عوف بن مالك بكر الله تعالى والكثير منها، تعالى هو خالف الهموم، وهو الخروج من النوازل والمصائب، وكما جاء من أهل العلم في تفسير هذه الآية أن من يتقي الله تعالى ويفعل ما أمره من العبادات بالواجبات الشرعية، والواجبات الدينية وغيرها في أمان الله تعالى من العذاب والدمار في جهنم يوم القيامة، وهذا هو المخرج، أي أن التقوى هي شريان حياة العبد يوم القيامة.

وقال بعضهم فيه أدلة على أن التقوى تحمي الإنسان من سحر الدنيا وشكوكها، وتقيه من بلاء الآخرة وظلامها وأهوالها. وبتقوى الله تعالى تفتح أبواب العطاء والرزق ووفرة الخير والله أعلم.

ما فضل التقوى

التقوى سبيل من ثبات قلبه على الإيمان، فيطيعون الله تعالى، ولم يخالفوه، وفعلوا ما أمرهم ونهى عنهم. ذكر عددا منهم

  • والتقوى سبيل إلى الهدى والاستقامة، وهي سبيل إلى الجنة.
  • التقوى تفتح للمؤمن أبواب المعرفة، وتفتح العقل ليتمكن من التفريق بين الصواب والباطل.
  • التقوى نور على طريق الحق ينيرها ويهدي المؤمن بنورها.
  • التقوى هي السبيل لقبول الحسنات وقبول العبادة.
  • التقوى هي مثال الكرامة عند الله عز وجل.
  • والتقوى خير رزق ينمو منه المؤمن من الدنيا حفاظا عليه مما في الآخرة.
  • والتقوى تيسر الأمور وتجلب الرزق، وفيها يؤجر المؤمن كثيرا.
  • التقوى سبب للبركة في الحياة والمال والرزق والعائلة.
  • التقوى وسيلة للحماية من الذنوب والمعاصي والذنوب.
  • التقوى سبب لدخول الجنة يوم القيامة.
  • التقوى تحمي المسلم من نار جهنم يوم القيامة.
  • والتقوى سبب في نصرة الله ونصره.
  • والتقوى تكسب المسلم حب الله وشرف الله تعالى، والله أعلم.

من ثمار التقوى

ومن يتقي الله، يجعل له مخرجا ويأكله من حيث لا يحسب سبب النزول، وهو موضوع سبق ذكره، حيث ذكر تفسير الآية وسبب نزولها، وكذلك تعريف التقوى وفضائلها، ولكن ما هي ثمار التقوى وماذا ينفع المسلم إذا اتقى الله تعالى وأدرك مفهوم التقوى في حياته، وكان قلبه مخلصًا لله تعالى ثمار التقوى هي

  • من اتقى الله عز وجل فإن الله تعالى يكون معه ويعينه ويكسب محبته وكرم.
  • إن الله سبحانه وتعالى يكرم من يتقيه، ويجعلهم من خيراته في الدنيا والآخرة.
  • إن الله تعالى يجعل من يخافه ممن يطلب رحمته وعنايته.
  • جزاكم الله خير الجزاء على المراتب العليا والبيوت النبيلة.
  • سيكسب الصالحون أجرًا عظيمًا وخيرًا كثيرًا في الدنيا والآخرة.
  • وقد جعل الله سبحانه وتعالى الصالحين ممن نجحوا، وأثنى على نجاحهم، وسينجزهم خير الجزاء.
  • إن الله سبحانه وتعالى يجعل للصالحين نصيبا كبيرا من التوفيق والبركات والعطاء.
  • الأتقياء يعرفون الحق، ويفرقونه عن الباطل، ويتبعون طريق الهدى والاستقامة.
  • يوم القيامة يكون للصالحين فردوس في عرض السماء والأرض، ويكون لهم رزق وفير في الدنيا، والله أعلم.

ومن اتقى الله فتح له مخرجا

كما يعرض الموقع المنهاجي مجموعة من أفضل وأروع الصور التي تحمل الآية الكريمة، والتي يبحث الكثير من المسلمين عن نشرها على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف لمس أرواح المسلمين وإعادتهم إلى دينهم وتقوىهم.