قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حقيقية كاملة، هي أعظم وأهمّ قصص الأنبياء والرّسل على الإطلاق. فالله -تبارك وتعالى- قد ارسل الرّسل والأنبياء بالحقّ ليوصلوا رسالة التّوحيد ويهدوهم إلى الصّراط المستقيم. و كذلك لينذروهم من العذاب في الدّنيا والآخرة، كذلك ليبشّروهم بالنّعيم المنتظر والخلود في الآخرة لمن تبعهم. كما يهتمّ بإخبارنا بقصّة أعظم نبيٍّ. ألا وهو محمّدٌ -صلّى الله عليه وسلّم- حيث سيتمّ سرد تفاصيل القصّة وأحداثها بدقذةٍ وتكامل. كما سيطلعنا على معجزاته وصفاته.

سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

النّبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- هو خاتم الأنبياء والرّسل أجمعين، وهو خير النّاس وأطهر البشر الأولين والآخرين. كما أنّه سيّد ولد آدم، ورسول العالمين، بعثه الله تعالى للعالم كافّةً، لينشر دين الله الحقّ الإسلام. وليعلي كلمة الله تعالى في الأرض فيقوم حكمه فيها. و كذلك قد ألغت رسالته وأبطلت جميع الأديان السّابقة وأحكامها. وقد خصّه الله تعالى بالشّفاعة لأمّته يوم القيامة. كما أيّده بأعظم المعجزات والكرامات في الدّنيا. وإنّه النّبيّ الّذي أضاء العالم بمجيئه، بعد أن غرق بظلمات الشّرك والكفر والضّلال. كما أنّه النّبيّ الّذي جاء بعد انقطاع الوحي والأنبياء عن الأرض لفترةٍ طويلةٍ جدّاً. والّذي ظلّت بني إسرائيل تنتظره سنيناً طويلةً، ظنّاً منها أنّه سيخرج منهم. لكنّه النّبيّ العربيّ الأميّ عليه أفضل الصّلاة والسّلام.

قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حقيقية كاملة

قصة سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- هي من أروع القصص وأعظمها في تاريخ الإنسانيّة، فهي قصّة أعظم الخلق وأشرفهم. و كذلك قد نقل الصّحابة الكرام أحداث سيرة الرّسول -صلّى الله عليه وسلم- للتّابعين ومن ثمّ نقلت جيلاً بعد جيل، واجتهد العلماء الكرام في تثبيت ما صحّ من الأحداث المنقولة. و كذلك توضيح الأخطاء وما كذب من الأحداث، وسنعرض فيما يأتي أحداث السّيرة النّبويّة العطرة. بدءاً من ولادة أشرف الخلق وحتّى وفاته صلّى الله عليه وسلّم.

نسب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

هو محمّد بن عبدالله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، ويصل نسب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى نبيّ الله إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السّلام، حيث أنّ عدنان من ولد إسماعيل عليه السّلام، وقد ولد رسول الله من عقد نكاحٍ صحيحٍ وشرعيّ، بين عبدالله بن عبد المطّلب وآمنة بن وهب وهي والدة رسول الله.

فهو طاهر النّسب وقد قال -عليه الصّلاة والسّلام- في ذلك “إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنانَةَ مِن ولَدِ إسْماعِيلَ، واصْطَفَى قُرَيْشًا مِن كِنانَةَ، واصْطَفَى مِن قُرَيْشٍ بَنِي هاشِمٍ، واصْطَفانِي مِن بَنِي هاشِمٍ”. وعندما حملت به خرج والده في تجارةٍ إلى يثرب، وتوفّي هناك قبل أن يولد النّبيّ، وكانت ولادته في الثّاني عشر من ربيع الأوّل من عام الفيل، وتحديداً في يوم الاثنين والله أعلم.

حياة رسول الله قبل البعثة

من خلال الموقع الرسمي يبدأ أوّل فصلٍ من فصول قصة سيدنا محمد، فبعد أن توفّي والده وولد يتيماً تربّى في حضن أمّه آمنة، الّتي رعته رعايةً تامّة. وبعد أن توفّيت هي الأخرى حين كان عمره ستّ سنواتٍ، تربّى مع عائلة أبيه بين أعمامه وأبنائهم. و كذلك قد شبّ على الطّهارة والأخلاق. فكان أحسن النّاس خلقاً، وأكملهم عقلاً. وكان الله -تبارك وتعالى حافظاً له وراعياً منذ ولادته، وحتّى بعثته، فحماه من دنس الجاهليّة وعاداتها الفاسدة، ونزهه عن كلّ عيبٍ في الفعل أو القول أو الشّكل، كما حماه من فتن الدّنيا، ورزقه كمال الخلق والخلق، فكان بين قومه عزيزاً ذو مكانةٍ ورفعةٍ لحسن خلقه.

ومن الدّلائل العظيمة على حفظ الله تعالى لرسوله من الجاهليّة هو حديثه الشّريف “ما هَمَمْتُ بقبيحٍ ممَّا كان أهلُ الجاهليَّةِ يَهُمُّون به إلَّا مرَّتينِ مِنَ الدَّهرِ، كِلْتَيْهِما يَعصِمُني اللهُ تعالى مِنهُما”. حيث قصّ رسول الله أنّه ذات مرّةٍ أراد أن يلهو ويسمر كما كان يفعل الشّباب في الجاهليّة، لكنّ الله تعالى قد حال بينه وبين ذلك مرّتين، بأن جعل ينام حتّى الصّباح فلا يدخل مكّة للّهو والسّمر، والله أعلم.

رضاعة الرسول

بعد ولادته -صلّى الله عليه وسلّم- أرضعته لأيّامٍ عديدةٍ ثوبيذة مولاة أبي لهبٍ عمّ رسول الله، ثمّ أخذته حليمة السّعديّة فأرضعته وتربّى عندها في بني سعد، وقيل أنّه قد مكث عندها مدّة أربع سنوات، حتّى ردذته إلى أمّه بعد أنّ شقّت الملائكة بأمر الله تعالى عن فؤاده، حيث أخرجوا منه حظّ الشّيطان وحظّ النّفس والله أعلم.

كفالة الرسول

وهنا في هذه النّقطة من قصة سيدنا محمد، سيتمّ الحديث عن كفالة رسول الله، فبعد أن توفّيت أمّه آمنة بنت ةهبٍ بالأبواء، حينما كانت عائدةً من يثرب، إذ ارتحلت إليها لتزور قبر زوجها عبدالله، اشتدّ عليها المرض وتوفّيت بالأبواء، ودفنت هناك، وكان عمر رسول الله آنذاك ستّ سنواتٍ فقط، حينها احتضنته مولاته أمّ أيمن الّتي كانت إرثاً له من والده عبدالله، حيث كفله جدّه عبدالمطّلب، وعندما بلغ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ثماني سنواتٍ من العمر توفّي جدّه، فأوصى به لعمّه أبو طالبٍ الّذي رعاه رعايةً تامّة، وحاول بقدر ما استطاع عن يعوّضه ما فقد، وظلّ في كنف عمّه حتّى شبّ  وتزوّج من خديجة رضي الله عنها والله أعلم.

عمل الرسول بالرعي والتجارة

بعد أن شبّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في ظلّ عمّه أبو طالب ورعاته، كان أوّل عملٍ اتّجه إليه وعمل به هو رعي الغنم، فقد رعى الأغنام في بني سعد مع إخوته من الرّضاعة، ثمّ اشتغل برعي الغنم في مكّة المكرّمة، وقد أفد أهل العلم بأنّ رعاية الأغنام كانت مهنة جميع الأنبياء، فقد سُئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم “أكُنْتَ تَرْعَى الغَنَمَ قالَ نَعَمْ، وهلْ مِن نَبِيٍّ إلَّا رَعَاهَا”.

وقد وضّح هذا الحديث مدى تواضع الأنبياء وخلقهم الكريم الطّيّب، وأنّ المهنة والعمل ونوعه لا ينقص من الكرامة أو يحطّ من المكانة كما يظنّ بعض النّاس، وكذلك قد توضّح في قصة سيدنا محمد أنّه قد عمل بالتّجارة أيضاً، وذلك عندما سمعت خديجة بنت خويلد بأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خلوقاً وصادقاً وأميناً في معاملاته وكلامه، فعرضت عليه أن يخرج بتجارتها إلى بلاد الشّام، ووعدته بضعف أجر ما تعطيه للرجال عادةً.

فوافق وخرج ببضاعتها وتجارتها، ورافقه غلامها ميسرة، فببركة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ربحت التّجارة ضعف الرّبح المعتاد، فعاد إليها بالمال الكثير الّذي كسبه، فأعطته ضعف ما وعدته به لما لاقته من البركة والحير على يديه،  ولم يكن عمل رسول اله بالتّجارة فقط مع خديجة، بل كان رسول الله يتاجر مع عمّه أبو طالب في مكّة وغيرها من المدن والبلاد، وبعد أن عملت خديجة مع رسول الله رغبت بالزّواج منه، فوافق رسول الله وتمّ الزّواج، وكان عمر رسول الله آنذاك خمساً وعشرين عاماً، أمّا أمّ المؤمنين خديجة فقد كانت تبلغ من العمر أربعون عاماً والله أعلم.

حياة نبي الله محمد بعد البعثة

إنّ قصة سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- تتضمّن الكثير من المواقف والعبر،  ولذلك اهتمّ أهل العلم ببيان وتفصيل كافّة مراحل حياته -عليه الصّلاة والسّلام- فلقد بعثه الله -سبحانه وتعالى- وهو في سنّ الأربعين من عمره، فأوّل ما جاءه الوحي كان يجلس متعبّداً في غار حراء، الغار الموجود في أعلى جبل النّور في مكّة المكرّمة، فرافقته أمّ المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- إلى ورقة بن نوفل وهو على دين النّصارى لكنّه صاحب علم،  فقصّ عليه الرّسول ما حدث معه في الغار،  فأخبره بأنّه الرّسول المنتظر،  وأن قومه سيعادونه عند إظهاره لأمره، ثمّ نزل الأمر من الله سبحانه على رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بأن يظهر الدّعوة فقام وبشّر وأنذر.

وكان أول من يجيبه أبو بكر -رضي الله عنه- وبادر النّاس بالدّخول في دين الله،  لكنّ لسادات قريش وزعمائها كان رأيٌ آخر، فكانوا يسخرون منه ومن المسلمين،  ويؤذونهم أشدّ الأذى، ولمّا رأى ما رأى -عليه الصّلاة والسلام- من قريش وأذاهم،  قرّر التّوجه لأهل الطائف يدعوهم إلى الإسلام،  لكنّ ساداتهم رفضوه وأرسلوا غلمانهم وسفهائهم يرمونه بالحجارة، ثم أتى أمر الله بأن يهاجر الرّسول ومن معه إلى المدينة بعد أن أسلم أهلها وبايعوه على أن يحموه وينصروه فكانوا أنصاراً للإسلام، فسكن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيها وبنى بيته ومسجده، ثمّ أذن له الله سبحانه بفتح مكة، وبعد أن أتمّ الدّين اختاره الله في الرّفيق الأعلى، وذلك في الثّاني عشر والثّالث عشر من شهر ربيع الأول من السّنة الحادية عشرة للهجرة،  توفّي النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- وانتقل لجوار ربه.

الدعوة السرية

إنّ من يقرأ قصة سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- يعرف أنّ الدّعوة الإسلاميّة بدأت سريّة، وقد حدّد أهل العلم مدّة السّريّة في الدّعوة بثلاث سنين، ومن الأمور التي تدل على سرّيّة الدعوة هو أن المسلمين كانوا إذا أرادوا الصّلاة استخفوا بصلاتهم من قومهم،  ولجأوا بها إلى شعاب مكة، ولك يخبر الرّسول بأسماء المسلمين قط حرصاً على سلامتهم من الأذى، وجاء عمل السّريّة بتنظيم وانضباطٍ كبيرين،  حيث بها أعد الرّسول -صلّى الله عليه وسلم- القاعدة التي سينطلق منها الإسلام، وقد كان لهذه المرحلة عدّة حِكمٍ وعبر منها

  • التأنّي من النّبي -صلّى الله عليه وسلم- وصبره في بناء اللبنة الأولى في الإسلام.
  • اختيار النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- السّلم المؤقت وذلك لأن مواجهة مجتمع غارقٌ في شروره ستكون نتائجه سلبيّة.
  • إعطاء الدّعوة الفرصة لتصل إلى مسامع كلّ العرب،  وبالفعل هذا ما حدث فبدأوا يرسلون الوفود ليسألوا عنها.

الدعوة الجهرية

إنّ من اطّلع على قصة سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- يعرف أنّ الدّعوة في بدايتها كانت سرّيّة، لظروفٍ استدعت ذلك واستمرّت بسريّتها لثلاثة سنوات، ثمّ أتى أمر الله بأن يتم الجهر بالدّعوة، فبدأ النّبي بدعوة عشيرته الأقربون، فدعا بني هاشم ومن معهم من بنو عبد المطلب، ثمّ دعا قريشاً كاملة،  وكان النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- لا يخشى في سبيل دعوته شيئاً، فكان  يجهر بدعوته ولا يصدع عنها، وقد لاقى -عليه الصّلاة والسّلام- بأساً وأذىً من المشركين الذين رأوا في دعوته خطراً على مكانتهم وبأسهم الذي بنوه على الباطل، فتكالبوا ضدّه وأعلنوا مواجهته ليل نهار، ولكنّه مضى في دعوته طالباً النّصر من الله -سبحانه وتعالى- وكان على يديه الشّريفتين انتشار هذا الدّين بفضل الله سبحانه في كلّ أصقاع الأرض.

عام الحزن

عام الحزن في قصة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- هو العام العاشر للبعثة، وقد أُطلق عليه هذا الاسم لشدّة ما كابده النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- في هذا العام، فلقد توفيت فيه السيّدة خديجة رضي الله عنها،  وكذلك أبو طالب عمّ النّبيّ وحاميه ولقد كان وقع وفاتهما على النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كبير، ولكن لم ينقل عنه أنّه هو من سمّاه بهذا الاسم لشدّة حزنه أو غير ذلك، ولم يرد الاسم في أي حديث أو أثر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلم.

حادثة الإسراء والمعراج

تلقّى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من الأذى من قومه وأهل مكّة، فأصابه الحزن والألم، فأسرى الله تعالى به وجعله يعرج إلى السّماء تخفيفاً لحزنه، وبيان علوّ مكانته، وتكريماً وأنساً له جلّ جلاله، جاءه جبريل عليه السّلام مع البراق ذات ليلة، فأُسري به من مكّة المكرّمة إلى بيت المقدس، فكان من آيات الله تعالى في هذه اللّيلة أنّ الأنبياء والرّسل قد اجتمعوا كلّهم، وصلّى بهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المسجد الأقصى.

ثمّ عرج بأمر الله تعالى إلى السّماوات السّبع، فرأى الأنبياء فيها وجعل جبريل يستأذن له عند كلّ سماءٍ فيدخلها، فيرى بها رهطاً من الأنبياء، وظلّ يصعد بين السّماوات حتّى وصل إلى سدرة المنتهى، وهنا قد كلّمه الله تعالى، وفرض عليه الصّلوات، حيث كانت خمسين صلاةً في اليوم واللّيلة، فجعل رسول الله يسأل ربّه -جلّ وعلا- التّخفيف حتّى جعلهنّ خمس صلواتٍ فقط لكن يجزئن عن خمسين صلاة بإذن الله تعالى، وبعد ذلك نزل النّبيّ على براقة وعاد به جبريل إلى مكّة المكرمة في ذات اللّيلة، وقيل عن أهل العلم أنّ ليلة الإسراء والمعراج كانت بعد عشر سنواتٍ من البعثة النّبويّة والله أعلم.

هجرة النبي صلى الله عليه وسلم

بعد ثلاثة عشرة سنة من الدّعوة في مكّة أذن الله سبحانه لنبيّه بالهجرة من مكة للمدينة، وقد ورد عن بعض أهل العلم أنّ الهجرة كانت في السّابع والعشرين من شهر صفر من السنة الرابعة عشرة من بعثة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ولم تكن الهجرة إلى المدينة هي أوّل هجرةٍ للمسلمين فلقد هاجروا قبل ذلك للحبشة، وكانت من أهم الدّوافع والأسباب للهجرة هي حماية المسلمين لأنفسهم من أذى المشركين.

وكذلك الحصار الذي فرضته قريش على المسلمين وعلى من ناصرهم من بنو هاشم، فلقد اجتمعت قريش على أن يحاصروا المسلمين ماديّاً واجتماعيّاً، فلا يشتروا منهم ولا يبيعونهم ولا يزوّجونهم  ولا يتزوّجوا منهم، وقد أصاب المسلمين من هذا الحصار أذىً شديد، وقد خرجت قريش للتآمر على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- والتّخطيط للتّخلّص منه، ولكنّهم رفضوا كل الاقتراحات إلا اقتراحاً واحداً كانوا قد أجمعوا عليه،  وهو أن يجمعوا من كلّ قبيلةٍ رجل،  ويقفوا عند باب الرّسول -صلوات الله عليه- فإذا خرج ضربوه ضربة رجلٍ واحد فيضيع دمه بين القبائل فلا تستطيع بنو هاشم أخذ حقّ دمه، ولكنّ الله ينصر نبيّه ويرعاه.

فأرسل له جبريل يخبره بالأمر،  فأمر النّبي علي بن أبي طالب أن يبيت في فراشه، وأغشى الله سبحانه النّعاس على عيون الرّجال الذين تآمروا على رسول الله،  وأخرجه من بينهم سالماً معافى، وبذلك انطلق رفقة أبو بكر -رضي الله عنه- نحو المدينة المنوّرة حيث كان ينتظره المسلمون من المهاجرين والأنصار فيها،  وبذلك وقع أمر الله بالهجرة وكانت الخطوة الأولى لقيام الدّولة الإسلاميّة بقيادة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

أكرم الله تعالى نبيه محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وخصّه بأمرٍ لم يحلّله لغيره من الرّجال المسلمين، وهو أن يتزوج بما شاء من النّساء، حيث تزوّج رسول الله بإحدى عشرة امرأة، لكنّه توفّي وعنده تسعٌ منهنّ فقط، وقد كنّ من أطهر وأتقى نساء الأرض، وقد وعدهنّ الله تعالى بالجنان وأنّهن سيوكننّ في الجنّة أيضاً، وأسمائهنّ هي/

  • خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
  • سودة بنت زمعه رضي الله عنها.
  • عائشة بنت أبي بكرٍ الصّدّيق رضي الله عنهما.
  • حفصة بنت عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما.
  • زينب بنت خزيمة رضي الله عنها.
  • أمّ سلمة هند بنت أبي أميّة المخزومية رضي الله عنها.
  • أمّ حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها.
  • جويرية بنت الحارث رضي الله عنها.
  • ميمونة بنت الحارث الهلاليّة رضي الله عنها.
  • صفيّة بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها.
  • زينب بنت جحش رضي الله عنها.

أبناء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

إنّ هم جزءٌ لا يتجزّأ من قصة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، فهم أهل بيته وأحبّ النّاس إليه، وقد رزقه الله تعالى بالبنين والبنات تكميلاً لفطرته البشريّة، لكنّه ابتلاه بفقد الذّكور منهم في وقتٍ مبكّرٍ جدّاً، وذلك لحكمةٍ بالغةٍ في علم الله تعالى، وإنّ أبنائه وبناته هم/

  • القاسم، وبه كان يُكنّى رسول الله، وقو توفّي وعمره سنتان فقط، وكانت أمّه خديجة رضي الله عنها.
  • عبدالله قد ولد بعد البعثة فلُقّب بالطّاهر والطّيّب، ولكنّه توفّي صغيراً أيضاً، وكانت أمّه خديجة رضي الله عنها.
  • إبراهيم قد كانت أمّه الجارية ماريّة القبطيّة رضي الله عنها، وولد في السّنة الثّامنة للهجرة المباركة، لكنّه توفّي بعد سبعة عشر شهراً من ولادته.
  • زينب أمّها خديجة رضي الله عنها، وهي البنت البكر لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وتزوّجت زينب بابن خالتها واسمه أبو العاص بن الرّبيع رضي الله عنه.
  • رقيّة قد ولدتها خديجة رضي الله عنها، وتزوّجت من صاحب رسول الله عثمان بن عفّان رضي الله عنه.
  • أمّ كلثوم أمها خديجة رضي الله عنها،  زوّجها رسول الله لعثمان بن عفّان بعد وفاة أختها رقيّة رضي الله عنهما.
  • فاطمة، هي أشبه الأبناء بأبيها، وقد لُقّبت بأمّ أبيها لشدّة حنانها وحبّها له، وهي أحبّ النّاس لرسول الله، وقد تزوّجت من عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم

قد تزوّجت بنات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من خيرة الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، ورزقهنّ الله تعالى بالبنين والبنات، منهم من ظلّ حيّاً، ومنهم مات في صغره، وأحفاد رسول الله هم

  • أمامة رضي الله عنها وعليّ وهما من ابنته زينب رضي الله عنها، لكن ّعليّاً توفّي صغيراً، ووبعد وفاة زينب رضي الله عنها، عاشت أمامة وتربّت في بيت النّبوّة في كنف رسول الله.
  • الحسن والحسين وزينب وأمّ كلثوم ومحسن، وهم أحفاد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من ابنته فاطمة رضي الله عنها، ويقال أنّ محسن قد توفّاه الله تعالى صغيراً.
  • عبدالله ابن رقيّة رضي الله عنها، لكنّه توفّي وعمره ستّ سنواتٍ فقط.

معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

إنّ الله -جلّ وعلا- يؤيّد أنبيائه خلال الدّعوة لدينه الحنيف، بالكثير من المعجزات والكرامات، وذلك ليصدّق النّاس قوله، وليثبت نبوّته أمامهم، ومن خلال قصة سيدنا محمد، يتبيّن أنّ الله تعالى فضّل النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على سائر الأنبياء والبشر أجمعين، وأيّده بأعظم المعجزات على الإطلاق، وإنّ معجزاته هي/

  • القرآن الكريم فهو المعجزة الخالدة إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.
  • حادثة الإسراء من مكّة إلى بيت المقدس، والمعراج منه إلى السّماوات السّبعة، في ليلةٍ واحدة.
  • حلول البركة والكثرة في الطّعام والشّراب وكلّ ما هو قليلٌ بين يديه المباركتين.
  • تدفّق الماء من بين أصبابعه ليشرب منها جيش المسلمين بأكمله.
  • الوحي من الله تعالى لأحداثٍ وأخبارٍ غيبيّةٍ ومستقبليّة.
  • حنين الجذع وأنينه شوقاً لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
  • يشفي الله تعالى على يديه المرضى من العلل والأسقام والأمراض.
  • تسليم الحجر والشّجر عليه في مكّة المكرّمة.

قتال النبي وغزواته

قد وقعت في عهد النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من الغزوات والمعارك، لكنّ العلماء قد اختلفوا في تحديد عدد غزواته، لكنّ أصحّ الأقوال وأشهرها هي أنّه قد غزا تسع غزواتٍ، أمّا عدد السّرايا الّتي بعثها، فهي قرابة السّبعين سريّة، وأسماء الغزوات الّتي غزاها الرّسول هي/

  • غزوة بدر وقعت في السّنة الثّانية للهجرة.
  • كذلك غزوة أحد وقعت في السّنة الثّالثة للهجرة.
  • غزوة الخندق وكانت في السّنة الخامسة للهجرة.
  • غزوة بني قريظة وقعت بعد غزوة الخندق مباشرة، أي في السّنة الخامسة للهجرة.
  • و كذلك غزوة بني المصطلق في السّنة السّادسة للهجرة.
  • غزوة خيبر وقعت في السنة السابعة للهجرة.
  • فتح مكّة أو الفتح المبين كانت في السنة الثّامنة للهجرة.
  • غزوة حنين في السّنة الثّامنة للهجرة.
  • غزوة الطّائف وقعت مباشرةً بعد النّصر المبين في غزوة حنين في السّنة الثّامنة للهجرة والله أعلم.

صفات النبي عليه الصلاة والسلام الخَلقية والخُلقية

قد ورد في قصة سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- صفاته الخّلقيّة والخُلقيّة، فقد خلقه الله تعالى مكتمل الأخلاق والطّباع الحسنة، قال الله تعالى في محكم تنزيله مخطباً نبيّه الكريم {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}. فرسول الله كان طيّب اللسان، وطيّب المعاملة والممشى، كذلك كان كريماً جواداً صادقاً وأميناً، ورحيماً بالصّغار والكبار، كما كان الرّسول حنوناً وعطوفاً، مقداماً وشجاعاً، كثير العفو والصّفح والمسامحة مع النّاس، وإنّ الله تعالى قد نزّهه عن كلّ طبعٍ أو صفةٍ سيّئةٍ أو قبيحة، كذلك كان صبوراً وحليماً، أمّا عن صفاته الخَلقيّة، فهي كما وردت في الأحاديث الشّريفةالّتي جاءت في وصفه.

فقد روى عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- واصفاً رسول الله ” كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ضَخمَ الرَّأسِ عظيمَ العينينِ هَدبَ الأشفارِ قالَ حسنٌ الشِّفارِ مُشرَبَ العينينِ بحُمرةٍ، كثَّ اللِّحيةِ، أزهرَ اللَّونِ شثنَ الكفَّينِ والقدمينِ إذا مشَى كأنَّما يمشي في صَعَدٍ قالَ حسنٌ تَكَفَّأَ، وإذا التفتَ التفتَ جميعًا”. وإنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو أروع النّاس وأحسنهم خلقةً وخلقاً، قد حسن في صفاته الظّاهرة والباطنة، عليه أفضل الصّلاة والسّلام.

وفاة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

في العام الحادي عشر من الهجرة النّبويّة المباركة، اشتدّ المرض على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فلم يعد يخرج إلى الصّلاة في المسجد النّبويّ. ويوم وفاته كان جالساً في حجرة السّيّدة عائشة رضي الله عنها، وكان يوم وفاته هو يوم الاثنين في الثّاني عشر من ربيع الأوّل، وقد روت عائشة رضي الله عنها ما حدث عند وفاته فقالت.