من هو الصحابي الملقب بأسد الله ، الموضوع الذي سنتناوله في هذا المقال، وقد أجمع علماء المسلمين على أن الصحابة الكرام هم كل المسلمين الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم،  وآمن بدعوته، وآمن به، وتبعه، سواء كانوا رجالًا أم نساء، وكان لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأوصاف والألقاب التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم، تشير هذه الألقاب إلى الصفات والخصائص الفريدة التي يمتلكها الصحابة، كما أنه يساعدنا على معرفة الصحابي الملقب بأسد الله، كما أنه مهتم بالتعرف على سيرته الذاتية العطرة وفضائله العظيمة.

من هو الصحابي الملقب بأسد الله

والصاحب الملقب بـ “أسد الله” هو الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ورضا عنه، وهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أفضل الصحابة الكرام رضي الله عنهم، أطلق عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لقب أسد الله لشجاعته وشجاعته، ولأنه كان يدافع بشدة عن رسول الله والإسلام والمسلمين، وكان في الصفوف الأولى من المقاتلين المسلمين في الغزوات والمعارك.

وقد ثبت في السنة النبوية المباركة أن هذا اللقب أطلق على حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وذلك في حديث رواه عمير بن إسحاق قال كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول أنا أسد الله، أسد رسوله “، هذا اللقب العظيم الذي ناله دليل على قوته وقوة إيمانه ورباطة جأشه، كما أنه يلخص جرأته الكبيرة ومواقفه مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومع أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، والله أعلم.

الصحابي حمزة بن عبد المطلب

حمزة أسد الله رضي الله عنه حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدرقة بن الياس بن مضر بن نزار بن معاد بن عدنان، وهم عم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأخوه في الرضاعة، رضعوا من مولى أبي لهب واسمها ذويبة، حيث ولد حمزة بن عبد المطلب في مكة المكرمة قبل عامين فقط من عام الفيل، أي أنه أكبر من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بسنتين. كان حمزة رضي الله عنه من أعز شباب قريش وأبرزهم.

نشأ مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث كان من أقرب أصحابه، واشتهر حمزة رضي الله عنه بحبه للصيد، وكان اخرج له كل يوم، اشتهر أسد الله رضي الله عنه بحكمته وشجاعته وجرأته، وكذلك أبدى رأيه وحسن تفكيره، وقيل إنه في العصر الجاهلي شارك في حرب الأشرار الثانية بين قريش وبني قيس وحلفائهم، كان عمره اثنان وعشرون سنة فقط، فقد ذهب النصر لقريش والله أعلم.

من زوجات حمزة وذريته

كان لحمزه بن عبد المطلب رضي الله عنه ثلاث زوجات، وأنجب منه الثلاثة بنين وبنات، لكن بعض أبنائه ماتوا وهم صغار، ولم يبق له إلا واحد منهم، وجاء في الاستيعاب، من قول أبي عمر بن عبد البر أنه لم يبق إلا ابن واحد لبني حمزة، وفي ما يلي يذكر زوجات وأبناء حمزة رضي الله عنه

  • الزوجة الأولى وهي ابنة الملاح بن مالك بن عبادة بن حجر بن عوف الأوسية الأنصاري. أنجبت أسد الله رضي الله عنه أبناءه الثلاثة. وهم يعلا بن حمزة، وكذلك عامر بن حمزة وبكر بن حمزة الذي مات صغيراً.
  • أما الزوجة الثانية خولة بنت قيس بن قاد بن قيس بن ثعلبة بن غنام بن مالك النجارية الخزرجية الأنصاري. كما أنجبت خولة حمزة رضي الله عنه عمر بن حمزة ابنه الملقب به رضي الله عنه ورضاه.
  • وكذلك الزوجة الثالثة سلمى بنت عميس الشهراني الخثمي، وهي أخت زوجة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أسماء بنت عميس. كما أنجبت سلمى أمامة بنت حمزة رضي الله عنها التي تزوجها ربيب رسول الله سلامة بن أبي سلامة رضي الله عنه والله أعلم.

عن إسلام حمزة رضي الله عنه

كان إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه حدثًا عظيمًا في مكة المكرمة، ونقطة تحول في مسار الدعوة الإسلامية، بارك الله في الإسلام والمسلمين بإسلام حمزة بن عبد المطلب، ومن أسلم شجع قبائل كثيرة، ودخلوا الإسلام بأعداد كبيرة، واعتنقوه. وأيدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، هزت أخبار إسلام حمزة بن عبد المطلب كيان قريش وقادتها، فكيف يمكن لسيد وفارس، من أعظم وأبرز فرسانها وأسيادها، أن يساعدوا الرسول ودعوته أعلن فجأة إسلامه لجميع أهل مكة وأسيادها، كان حمزة بن عبد المطلب عائداً من الصيد والصيد كعادته، وكان يطوف بالكعبة المشرفة فور عودته.

وقابلته جارية من مكة وأخبرته أن أبا جهل خال رسول الله وعدوه الأول أهان ابن أخيه محمد – صلى الله عليه وسلم – وسبه مع أصحابه، وكان ذلك أثناء مروره على بيت الله الحرام، وأن رسول الله لم يتلفظ بكلمة ولم يرد عليه، فغضب على المكان الذي كان يجلس فيه أخوه أبو جهل، ثم انحنى، على قوسه الذي كان يحمله وضربه على رأسه حتى نزل دمه، كانوا قلقين من إسلامه وتبنيه للدين الجديد، لذلك بدأ المشركون في تقديم ألف حساب عن أي إجراء قد يقومون به، حيث يخافون حمزة ويخافون من سخطه والله أعلم.

قصة جهاد حمزة بن عبد المطلب

كان حمزة رضي الله عنه من أبرز المجاهدين في الإسلام، وقيل عن أهل العلم أن أول راية في الإسلام حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم، – لحمزة رضي الله عنه، كما شهد حمزة أسد الله رضي الله عنه معركتي بدر وأحد اللتين وقعتا بعد الهجرة النبوية المباركة، كان أول من بدأ القتال بين المسلمين، كان يضرب المشركين كأن الموت تحت إمرته، آخذًا أرواح المشركين بسيفه بإذن الله تعالى، وبالمثل قتل عددا كبيرا من المشركين، وقد فعل الكثير في الغزوتين، استشهد في غزوة أحد رضي الله عنه.

من فضائل حمزة رضي الله عنه

إن الصحابي العظيم أسد الله حمزة رضي الله عنه له فضائل وفضائل كثيرة، وأهمها أنه أسد الله، ولقب هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أخبر أصحابه أن حمزة سيد الشهداء يوم القيامة، وكذلك من فضائله أنه أخو النبي – صلى الله عليه وسلم – من الرضاعة، والله أعلم.

استشهاد حمزة رضي الله عنه

بينما كان حمزة يقاتل في غزوة أحد كالأسد، كان العبد الحبشي وحشي الذي كلفه مشركون قريش بقتل حمزة بن عبد المطلب برمي رمحه، كان ينتظره فقتله، أمره مشركوه بضرب رمحه الذي دخل أسفل بطنه، ومات حمزة بعد هذا القتل بضرب العبد، وهكذا مثل مشركون قريش جثة حمزة رضي الله عنه، حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم جدا لما رآه، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين صلاة ثم دفنه رضي الله عنه ورضاه.