من هو الصحابي الذي يدخل الجنة بغير حساب ، هذا هو السؤال الذي يشكل محور المقال، فضل الله تعالى أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على سائر الناس بعد الأنبياء، كما كرمهم وأعطاهم بعض الصفات والكرامة، وبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعضهم بأمر الله تعالى وبشرهم بالجنة، كما يهتم بذكر وصف الصحابي الذي يدخل الجنة بغير حساب، بالإضافة إلى معرفة سيرته وحياته في عهد رسول الله، فإنه يساعد أيضًا في معرفة تاريخ وفاته والأعمال التي قام بها بعد إسلامه.

مفهوم الرفيق

ويطلق اسم الصحابي على ما اجتهد علماء الأمة الإسلامية فيه على كل رجل أو امرأة رأى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وآمن بنبوته وصدقه، ثم مات على دين الإسلام بغير ردة، كما يحسب من الصحابة المسلمين الذين التقوا رسول الله ولم يروه لعذر أو لسبب كالعمى مثل الصحابي الكفيف عبد الله بن أم مكتوم، لقد حفظ التاريخ الإسلامي أرواح الصحابة الكرام ومزاياهم على الأمة الإسلامية، وكذلك دورهم في إقامة الدولة الإسلامية العظيمة وازدهارها، وأن الله تعالى أنعم على الصحابة الكرام وجعلهم خير الأجيال بعد الرسل والأنبياء عليهم السلام، وأعطاهم الكثير من الفضائل والفضائل، وأعظم هذه الفضائل وعده بالسماء وبيوتها النبيلة الحساب

من هو الصحابي الذي يدخل الجنة بغير حساب

والصحابي الذي يدخل الجنة بغير حساب هو الصحابي العظيم عكاشة بن محسن رضي الله عنه ورضا عنه، جاءت الهدية العظيمة والهدية السخية من الله تعالى جلالته بجعله من الذين يدخلون جنات الأبدية دون أن يحاسبوا، يتحدث عن من كرمهم الله عز وجل بكرم وفضل لم يعطوا لغيرهم، وهي نعمة لا أعظم نعمة بعدها، أن يدخلوا الجنة يوم القيامة بغير حساب ولا استجواب ولا عذاب، والله تعالى، وحدث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه الكرام رضوان، رحمهم الله، وتمنى كل منهم أن يكون من تلك الفئة الشريفة.

فطلب عكاشة بن محسن رضي الله عنه رسول الله الكريم أن يدعو له أن يكون منهم، فأخبره رسول الله أنه هكذا، مبروك له هذا المنصب وعلى النعمة التي أنعم بها الله عليه، وبمجرد علمه بذلك، سارع ليكون في الصفوف الأولى من المجاهدين المسلمين في جميع المعارك والغزوات، للاستشهاد في سبيل الله ودخول جنة النعيم، يلتقي بمن سبقه من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

مسيرة الصحابي عكاشة بن محسن

هو الصحابي الجليل عكاشة بن محسن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كثير بن غنام بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي رضي الله عنه، كان من أبرز الصحابة الكرام، وتميز بخصائصه وميزاته عن سائر الصحابة، وهو من دعاة الجنة يوم القيامة بعد أن دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كن هكذا، وقيل عن العلماء أن عكاشة رضي الله عنه.

كما أعطاه الله تعالى جمالاً ونعمة وشخصية مميزة رضي الله عنه، وكان له مواقف كثيرة مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والصحابة الكرام، كما شارك رضي الله عنه في حروب الردة في عهد خلافة أبي بكر الصديق، وقد أبلى بلاءً حسنًا في ذلك أيضًا، وواصل الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى وسبيله للدفاع عن دينه الحق. حتى حصل على الشهادة التي كان يريدها دائمًا، رضي الله عنه، والله أعلم.

قصة إسلام عكاشة بن محسن

وقد ورد في سيرة الصحابي العظيم عكاشة بن محسن الأسدي أنه من أوائل المسلمين رضي الله عنهم جميعًا، وحسن إسلامه، وفي نفس عكاشة بن محسن، في كثير من المواقف مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – ومع أصحابه الكرام، وعكاشة رضي الله عنه، كما شارك في جميع الغزوات والمعارك التي دارت، في العهد النبوي المبارك وما بعده في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الله أعلم.

عن سيف الجدل

شارك عكاشة بن محسن رضي الله عنه في غزوة بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتلوا فيها وحسنوا فيها. أعطاه الله صلى الله عليه وسلم يعرج، أو قيل عصا أو قطب من خشب، وأخذها من يد رسول الله، وهو واثق بما أعطاه نبيه وصاحبه، كان المسلمون ضد المشركين والكفار، وبقي هذا السيف معه كما حارب معه في جميع المشاهد والمعارك التي شارك فيها مع رسول الله.

حول عكاشة يضربك

ذات مرة التقى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين، وكان يعلمهم ما علمه الله إياه تبارك وتعالى، ومعه يدخل الجنة بلا نفقة، وفي ذلك قال رسول الله قيل لي انظر إليها هنا والآن هنا في آفاق السماء، إذا ملأ السواد الأفق قيل هذا هو أمتكم، ودخلوا الجنة من هؤلاء السبعين ألفًا بغير نفقة ودخل لم يظهر لهم، فوفد قوم، وقالوا نحن الذين آمنوا بالله واتبعنا الرسول، نحن أو أولادنا الذين ولدوا في الإسلام، ولدت في جهل، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، قال هم الذين لا يسرقون ولا ينذرون ولا يحتملون، وفي ربهم يتوكلون عليهم، قال عكاشة بن محسن هل هم قال لي يا رسول الله، قال نعم قام آخر فقال أهي أنا، قال عكاشة سبقك.

في هذا التجمع المبارك دعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عكاشة أن تكون مع من يدخل الجنة بغير حساب، ليطلب رجل آخر من الصحابة من الرسول الدعاء له كما صلى على عكاشة، فأجابه الرسول أنها واحدة، وقد سبقه عكاشة، والله أعلم.

أبرز ملامح شخصية عكاشة

تكاد تكون شخصية الصحابي الكبير عكاشة بن محسن فريدة من نوعها لما يتمتع به من صفات، تميز بالعديد من الصفات الحسنة والعظيمة، تجلت هذه الصفات في العديد من المواقف في حياته.

  • كان أبو محسن مقاتلا جريئا وشجاعا وشجاعا.
  • كما حرص رضي الله عنه على الجهاد في سبيل الله قدر استطاعته.
  • كان سريعًا في اغتنام الفرص وسريع في فعل الخير في جميع الأوقات.
  • كما كان قائدا حكيما وشجاعا.
  • وكذلك كان عكاشة رضي الله عنه ذكيًا وذكيًا.

موت عكاشة بن محسن

استشهد عكاشة بن محسن رضي الله عنه وهو في الثانية والأربعين من عمره، كان ذلك في حروب الردة في عهد خلافة أبي بكر الصديق، حيث توفي في السنة الثانية عشرة للهجرة النبوية المباركة، وذلك بعد قتله طليحة بن خويلد الأسدي قبل إسلامه، والله أعلم.