تفسير اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، من أهم التفسيرات التي يجب على كل مسلم قراءتها ومعرفة معناها ومضمونها ومعناها المقصود، من السعدي والطبري، إضافة إلى الحديث عن سبب نزولها الوارد في علم أسباب النزول، وأهمية الأخوة الإنسانية ونبذ العنصرية في الإسلام.

وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعرفوا بعضكم البعض في أية سورة

قبل الشروع في تفسير الدولة وجعلكم أممًا وقبائلًا على هذا النحو، يجب أن يقال أنها علامة وجعلتم لكم أممًا وقبائل في الغرف، حيث قال الله سبحانه وتعالى في هذه السورة {يا أيها البشر! لقد خلقناكم ذكرا وأنثى وجعلناكم أمم وقبائل حتى يكون أكرمكم عند الله أتقانا فالله عليم بالله العليم والواعي} في ما يلي نلقي الضوء على تفسير هذه الآية الكريمة.

تفسير اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا

تفسير الآية وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعرفوا بعضكم البعض من أهم التفسيرات التي يجب أن يقرأها كل مسلم ومسلمة ؛ لأن من أهم الآيات التي تدعو إلى نبذ الكراهية والبغضاء وتدعو إلى الابتعاد عن العنصرية والصراعات العرقية، وفي ما يلي نشرح آية وجعلناكم شعوبا وقبائل حتى تتعارفوا على بعضكم البعض، كما جاء في تفسير السعدي وتفسير الطبري كل على حدة

تفسير السعدي لآية، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا بعضكم بعضاً

قال الله تعالى في سورة الحجرات {يا أيها الناس! لقد خلقناكم ذكرا وأنثى وجعلناكم أمم وقبائل حتى جاء مشهد الله الذي أعلمه الله الخبير}، في تفسير آية السعدي وجعلكم أممًا وقبائل، لذلك شرحنا الآتي يبين الله – سبحانه سبحانه وتعالى – أنه خلق البشر من أصل واحد، وجعل آدم وحواء آباء جميع البشر، ذكوراً وإناثاً، وجعل الناس أممًا وقبائل، أي القبائل الصغيرة والقبائل الكبيرة، من أجل التعرف على بعضهم البعض و تقوية العلاقات فيما بينهم، لأن استقلال كل منهم بنفسه قد يكون سبباً للانقسام والكراهية والبغضاء، لذلك جعل الله بني البشر قبائل وشعوب وأمم وحضارات لكي يتعاونوا فيما بينهم، ويدعم بعضهم بعضًا، وينقلوا المعرفة والتطور والتقدم حتى يكمل الإنسان بناء الأرض.

ثم يقول الله تعالى في هذه الآية إن أكرم الناس عند الله عز وجل هو أقدرهم، أي ميزان التمايز بين الناس تقوى وتقوى الله تبارك وتعالى، والتقوى بالطاعة والتقوى، اجتناب الذنوب والمعاصي والعصيان، لا بالعشيرة ولا بالشكل، بل الاختلاف بين الناس هو مقياس التقوى، وهذا المعنى يتفق مع المعنى الوارد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه “أيها الناس! ربك واحد، ووالدك واحد، فلا تفضيل للعربي على غير العربي، ولا للغير عربي على العربي، ولا الأحمر على الأسود، ولا الأسود على الأحمر إلا بالتقوى. قالوا نعم يا رسول الله، قال يخبر الشاهد الغائب الغائب “والله تعالى أعلم”.

تفسير الطبري لآية، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا بعضكم بعضاً

جاء في تفسير الإمام الطبري لآية، وجعلناكم شعوباً وقبائل، لتعلموا الآتي يبدأ الله تعالى الآية الكريمة بمخاطبة الناس جميعاً، فيقول أيها الناس خلقنا كل شيء، خلقك من اتحاد ماء الرجل بماء المرأة، وقد قربناك في النسب، فكنتم شعوبًا وأممًا وقبائلًا تختلطون بينكم ” نسب القرابة مهما كان هذا النسب قريبًا أو بعيدًا. وقد ذكر الطبري تحديداً في تفسيره لهذا القول أنه قيل للرجل العربي من أي قوم أنتم قال أنا من مضر، أو من ربيعة، وأما قريب، أهل القبائل، وهم كتميم من مضر، والبكر من ربيعة، وأقرب القبائل هم الخلل، وهم كشيبان من بكر ودريم من تميم ونحو ذلك.

ما سبب نزول آية وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا بعضكم بعضاً

جاء فيه سبب نزول آية وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعرفوا عن الإمام ابن الجوزي في كتابه زاد المسير “النبي صلى الله عليه وسلم”، أمره – في يوم فتح مكة – بلال – رضي الله عنه – بالصعود على ظهر الكعبة والدعوة إلى الصلاة، لما صعد بلال – رضي الله عنه – لرفع الأذان على ظهر الكعبة المشرفة، في البلد الذي طرد منه صلى الله عليه وسلم، وشاء الله أن ينزل رسوله، صلى الله عليه وسلم ارجع اليه، لينشر فيها أنوار التوحيد والإيمان، فقام بلال – رضي الله عنه – لرفع الأذان على ظهر الكعبة، قال الحارث بن هشام ألم يجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنًا ! نزلت على لسان الله تعالى {يا أيها الناس! لقد خلقناكم ذكرا وأنثى وجعلناكم أممًا وقبائل حتى الله أعلمها خبيرًا} والله أعلم.

نعمة الأخوة الإنسانية ونبذ العنصرية في الإسلام

وقد أنعم الله على البشر الذين جعلوا منهم أكرم مخلوقات وأغراض في هذه الأرض، قال تعالى في سورة الإسراء {كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم بالخير وفضلناهم كثير. ولكن هذا الشرف أن الله تعالى جعل الإنسان خليفة على هذه الأرض، فأسكنها وبناها، وقد أنعم الله تعالى على الناس جميعًا بجعلهم عقلًا وصورة حسنة، ليس فقط، بل لقد وقف الإسلام ضد العنصرية وموقف المعارضة والتنديد، وما يلي يسلط الضوء على بعض مواقف الإسلام من العنصرية

  • لقد حارب الإسلام العنصرية بكل أشكالها وجعل التمييز بين الناس فقط التقوى.
  • قرّب الإسلام، وجمع بين الناس من مختلف الأجناس والأعراق، فكان من أفضل الصحابة النبلاء، وأصحاب الأحباش والروم، مثل معمل الحبشة، وصهيب الرومي، والرفيق سلمان آل-. الفارسية من بلاد فارس وغيرها.
  • حرر الدين الإسلامي الإنسان من العبودية ومن جميع الاختلافات الطبقية التي كانت موجودة في زمن الجهل، وسن تشريعات ألغت العبودية والرق، وجعل الكفارة عن القسم والتكفير عن القتل العمد عبداً لمحاربة الرق والعبودية.
  • لقد حارب الإسلام التعصب بجميع أشكاله، وكان ذلك واضحًا في السنة النبوية المباركة. عن عصبية “. عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن – صلى الله عليه وسلم – قال “رفع الله تعالى عنك ثقل الجاهلية وكبريائها في الآباء. فخرهم بالشعوب، هم فحم من جمر جهنم، أو سيكونون أيسر على الله من جعلان الذي تنفث أنفه رائحة كريهة “. والله تعالى أعلم.